قاسم الغراوي
لا نريد هنا أن ننفي ما للدول الكبرى من دور بل أدوار خطيرة في صنع القرارات السياسية في العالم الثالث وما يخططون له باستمرار لإجهاض حركة الشعوب، أو إثارة الفوضى ضدالحكومات أو التاثير في قراراتها وسياساتها رغم سعي بعض الأنظمة للتحرر من الدول الكبرى فكثير من مصائب العالم الثالث وويلاته كتبت سيناريوهاتها في الشرق والغرب.
ولكننا يجب أن لا نستحضر المبالغة في هذا التفكير لانه يفقد الافراد والجماعات توازنها الفكري والسياسي حيث أن لذلك سلبيات عديدة منها ؛
تعطيل وتجميد العقل عن التفكير في خلفيات ودوافع الأحداث حيث أن تسمية كل حدث بأنه مؤامرة وحبك قصة أو سيناريو معين هو أسهل أنواع التحليل السياسي، لذا علينا ان نكون واقعيين في قراءتنا للأحداث ومعطياتها.
كذلك التضخيم المبالغ فيه في قدرة الأعداء على صنع الأحداث من أكبرها حتى أدقها هذا من شأنه أن يخلق حالة من الانهزامية لدى الشعوب والجماعات أمام القوى الكبرى لذا علينا ان نمنح انفسنا الثقة والقدرة في تحديد المسارات المفتوحة والمغلقة ومحاولة التفاوض على اساس دولة مقابل دولة وان تكون مصلحة البلاد والعباد في سلم الأولويات.
اما القراءات فهي تكهنات وفق معطيات قد تخطي او تصيب وعلى المراقبين ان لا يقللوا من قدر المفاوض العراقي بل الشد على يديه والثقة به مادام يضع مصلحة بلده في مقدمة هذه الأولويات.
العراق اصبح للاسف دولة اشباح في الجوانب الاقتصادية والامنية فضلا عن عدم حوكمة السياسات العامة للدولة بفعل غياب التخطيط وتغول الفساد وفقدان الثقة بين شخصيات الكتل السياسية مما أثر على الاستقرار وغياب وحدة الخطاب الوطني.
للعراق رغبة بتحديد مساراته الاقتصادية والامنية وعلى وجه الخصوص في النهوض بالاقتصاد العراقي الريعي وتحويله إلى اقتصاد سوق استثماري مفتوح وتشجيع الصناعة والزراعة يضاف إلى ذلك تأمين امني معتمد على قدراته العسكرية من خلال التدريب والتقنيات والأسلحة المتطورة.
أمام الحكومة العراقية ملفات كثيرة وامتحان صعب لتجاوز التحديات في ظل ازمة اقتصادية عالمية تتعرض فيه اسعار النفط للاهتزازات والتي أثرت على ميزانية العراق باعتباره المورد الرئيسي له بغياب الصناعة والزراعة وحركة وإنتاج المعامل التي من المفروض ان تسهم في التقليل من الاعتماد على النفط لتسيير أمور الدولة.
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha