المقالات

البصرة .. ترتفع درجة حرارتها  


عامر جاسم العيداني ||

 

لزمن قريب كانت البصرة تعيش صراعا سياسيا حزبيا واسعا كل جهة تعمل من أجل الحصول على المكاسب على حساب الأخرى وتحاول عرقلة أي جهد ينصب لخدمتها وتستخدم كافة الوسائل سواء مؤسساتيا اوإعلاميا او مجتمعيا لتسقيط الآخر وانعكس بظلاله على المجتمع البصري ليعيش معاناة جديدة من الانقسام المجتمعي والتردي الاقتصادي والخدمي نتيجة لهذا الصراع .

وبعد أن تم حل مجلس المحافظة وأنجلت الغبرة استبشر المجتمع البصري خيرا بتخلصه من ثلة اتفقت على خراب البصرة بصراعاتها السياسية التي اثرت بشكل كبير على حركة الاعمار وعلى المجتمع نفسه ، ولكن الصراع تحول بين المجتمع نفسه وظهور تناقضاته على السطح وانقسم بين الذين يرغبون بالتغيير وذلك بالتعبير عنه من خلال التظاهرات والاعتصامات ، وكل جهة مجتمعية متضررة تطالب بانصإفها وتصارع من اجل الحصول على حقوقها ، وهناك الأغلبية تلتزم الصمت وتراقب ،  ويعود السبب إلى عدم قناعتها بما يجري او خوفا من حصول اضطرابات تؤثر على حياتها الاقتصادية او الاجتماعية بعد ان تحسنت اوضاعها الناتج من التغيير بعد 2003 حيث المعاناة لسنين طويلة ، والسبب الاخر هو عدم وجود قيادات ذات مواصفات يعتمد عليها أو تمتلك كارزيما القيادة وعدم وجود أي فكرة لتشكيل كيان سياسي جديد ينبثق من المجتمع المنتفض ليتصدى المواجهة مع الاحزاب التي تسلطت على مقدرات الحكم والثروة وازاحتها من خلال انتخابات حرة ونزيهة.

وهذا الصراع المجتمعي لن ينتج منه سواء استمرار التردي في الواقع السياسي وتفتت الجهد الذي بذل من أجل التغيير من خلال التظاهرات وكذلك الحملات التسقيطية التي تجري على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل كل جهة أو شخص خرج عن المسار الذي بدأته التظاهرات ، وهنا استغلت بعض الأحزاب التي خسرت مواقعها في حكم البصرة هذه الظاهرة وبدأت باستغلالها لصالحها بالتحشيد من أجل اسقاط رأس السلطة الحكومية معتقدة وباصرار ان المنصب من حقها ولا منازع لأحد معها .

وتحولت التظاهرات من مطالبات عامة كتغيير السلطة التنفيذية واختيار مفوضية مستقلة وقانون انتخابات عادل ومنصف وإجراء الإنتخابات في اقرب وقت ..الى مطالبات باسقاط الحكومة المحلية والقيادات الأمنية والذي يعتبر تغير مفاجئ ، هل هو ناتج عن عجز المتظاهرين من تحقيق المطالب العامة واستغل ذلك من قبل اصحاب الاجندات الخاصة وحولتها إلى مطالب محلية وانتهاز الفرصة للانتقام من خسارتها وتنفيذ شروط المحاصصة المتفق عليها في بغداد وتقسيم الكعكة من جديد .

ان هذا التحول في مسار التظاهرات له مخاطر كبيرة على استقرار الوضع الامني والسياسي في البصرة قد تصل الامور في حالة عدم تحقق التغيير الى عمليات تخريب واسعة من خلال التصعيد بالتظاهرات العنيفة واستغلالها وتحويلها نحو التخريب للمؤسسات الحكومية والخاصة من اجل تحقيق مأربها ، وهنا يتطلب من المجتمع التصدي له وعدم القبول به والوقوف بوجه بقوة ، والضغط على الحكومة المركزية للاستعجال في اجراء الانتخابات وفي اقرب وقت والتي تعتبر الوسيلة الديمقراطية الوحيدة للتغيير امام المجتمع ، وايضا حث المتصدين للتغيير على لملمة اوراقهم وتشكيل كيان سياسي يشارك في الانتخابات بقوة ليتصدى للمسؤولية .

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك