زيد الحسن ||
رحم الله عصر التخلف الذي كنا نعيشه بعيداً عن القنوات الفضائية و الانترنت ، كان جيلنا نحن الذين تجاوزت اعمارنا الخمسون عاماً منهمك في عمله ولا يعرف مايدور في العالم من حوله ، حتى اتانا العلم والتكنولوجيا فخطف لنا الابصار قبل العقول ، واغرق شيبتنا قبل شبابنا واطفالنا في كل ماتشتهي النفس من ممنوع هو مرغوب .
المبهر في حضارة الغرب سقط اليوم ، وكان لسقوطه دوي هز روح من لديه بصيرة ، تلك الحضارة كشرت عن انيابها وكشفت زيفها بعد ان وقفت عاجزة عن انقاذ من كان بها يفاخر ، مات الاف الناس بسبب فايروس مجهول الهوية والمصدر ولا يعرف عنه شيء الا اتهامات الغرض منها سياسي و اقتصادي تتقاذفه الدول الكبرى فيما بينها ، والنتيجة واحدة ان الفايروس نال اسم ( جائحة ) مزقت ثوب الحضارة و تركتها عارية مكشوفة السوءة .
بعد سقوط النظام البعثي حلقت لنا الاحلام عالياً ، ورفعنا سقف الاماني نحو الغيوم ، كيف لا ومن ظهر على الساحة بديلا عن نظام البعث هم رموز الشيعة والسنة ، هم المناضلين في المهجر المنكوين بنار ظلم البعث ، (المشردون )المغتربون عن وطنهم ، هم من يعرف جيداً لوعة الحرمان و مرارة العوز والقهر ، لكن اقول وكلي اسف تبين انهم العري نفسه وتبين انهم الانحلال بجسده و قامته ، اقزام ارتفعوا فوق اوجاعنا ، و اذاقونا مر الحياة ، كبرت لهم الكروش و العروش ، تلطخت اياديهم بدماء ابناء وطنهم ، وما زالوا يبكون بعيون التماسيح ، منحونا ما حرمنا منه من فضائيات و فتحوا لنا العيون على مصراعيها لرؤية العالم الخارجي المبهر الذي كانوا يرتعون في ازقته من الرذيلة ، وشاهدنا حفلات العري كاملة غير منقوصة حتى ذهب عن جباهنا ماء الحياء ، و تعرينا نحن بدورنا من قيمنا ، ومن معتقداتنا، حتى الثوابت لدينا الشك نالها .
اتساءل اليوم هل ما نحن به عقاب من الله ؟ أم تكفير عن ذنب ؟ أم هو درس من دروس السماء ؟ وأن كان هذا او ذاك ماهو الحل ؟
يقول اهل الدراية و العلم و الحضارة ان الحل هو الوقاية و تجنب الخروج و المكوث في المنازل ! دعونا نتفحص نصيحتهم و حلهم العلمي من جهة اخرى ، اليست هي اقرب الى التفسير الذي يقول ان علينا ارتداء ما خلعناه من ( تقوى ) ، اوليست هي نفس نصيحة ديننا الحنيف والتي عرفنا من خلالها ان الاسلام منح الانسان كل ما يحتاجه لادراك الاوامر اللاهية وخصوصاً ما كان منها اخلاقياً لكي ينجوا ؟
اذن هي العلة الوحيدة التي غفلناها ولن ننجوا ، علينا الأن وقبل فوات الآوان ان ننهي عرينا الاخلاقي الذي نعيشه و نعود الى الله رافعين الاكف بالندم ، طالبين العفو والعافية بكثرة الاستغفار .
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha