من حكايات الزمن البعيد ان ملا محمود رجل تقي ويعرفه الناس بالإيمان والصدق والأمانة وكان يجمع المال من الناس لمسعدة الفقراء والمحتاجين ومن ضمن الذين يساعدهم إمرأة ارملة اسمها (تسعة) وكانت حجية تسعة معروف عنها انها من المؤمنات التائبات القانتات القائمات يؤطر حيائها خطوات اقدامها ولا يسمع لها صوت ولا حتى همسا . اعجب بها الملا محمود وفكر في بزواجها :ان الملا محمود يلقي محاضرة عن الفاسدين والمنافقين ومن نهبوا خيرات الشعب وخانوا الأمانة ز انهى المحاضرة وقال لهم سنكملها لاحقا وقصد بيتها هو واحد اصدقائه ليطرح عليها فكرة الزواج . طرق الباب فلم تفتح لهم حجية تسعة وكرر الطرق فسمعها تهمس بصمت من خلف الباب من الطارق . قال لها ملا محمود وصديقي معي نريد ان نسلم عليك وجئناك بأمر خاص . طلبت منه الإنتظار قليلا وكانالإنتظار لنصف ساعة كاملة فإذا بها تهمس لهم تهمس تفضل ملاّ تشرفنا بكم. دخلوا وتفاجئوا ببيت نظيف معطر بأرقى انواع العطور ووجدوا بيدها مكنسة من الريش فجلسوا وجلست هي على استحياء مكسورة مستحية عيناها في الأرض وجبينها يتصبب عرقا . فقال لها صديق الملاّ محمود قبل ان نتحدث معك اتمنى ان تخبريني عن هذه الريشة الكبيرة التي بيدك وماذا تفعلي بها . اطرقت حجية تسعة في الأرض وقالت بصوت لا يكاد يسمع انا استخدمها لكنس النمل ودفعه عن طريق اقدامي كي لا ادوس على نملة من دون قصد وتموت واتحمل اثم موتها امام الله . إقشعرت ابدان الملاّ محمود وصديقه ودمعت عيناهما خشوعا لإيمان هذه المرأة وتقواها من الله . قال صديق الملاّ بارك الله بك وكثر أمثالك ونحن جئنا لك لنتشرف بخطبتك لصديقي الملاّ فما رأيك . صمتت والصمت طال ولم تجيب على السؤال فقال لها الملاّ محمود حسنا لا نحرجك ونعرف خجلك لك ان تفكري على مهلك وسنرحل الآن ونرسل لك بعد اسبوع نساء من المنطقة لمعرفة جوابك . من ان وصلوا المسجد حتى جاء رجل الأمن في المنطقة الى الملاّ ليختلي به على انفراد وهو من اصدقائه الثقاة الذي لا يخفي عليه سرا وسأله مستغربا عن تواجده في بيت حجية تسعة وانه رجل مؤمن ومحترم وعليه ان لا يكرر ذلك .. تعجب الملاّ محمود واندهش مما يسمع وزاد جنونه عندما رأى بأم عينيه من صديقه رجل الأمن ما يدل على علاقة الحجية تسعة بأكثر من شخص معروف بفسقه وفساده وان بيتها مرتع لهم ولفسادهم ودعارتهم وهي رخيصة الجسد ووكيلة الأمن السرية رقم واحد في المنقة . صمت الملاّ محمود قليلا شارد الذهن مذهولا مصدوما وصعد المنبر وقال يا إخوة الإيمان كنا نتحدث معكم عن وصف دقيق للمنافقين والفاسدين من المسؤولين ومن سرق اموالكم وخان امانتكم من الذين يدعّون الإيمان والوطنية والدين والتديّن فتبين اننا يمكن لنا وبالمختصر المفيد ان نطلق عليهم جميعا إخوة تسعة .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)