المقالات

سبايكر..محنة وطن !!  


محمد حسن الساعدي ||

 

كثيرة هي الحروب التي قرءنا عنها أو سمعنا بها ، إذ أن هناك أدبيات في تلك المعركة ، وحتى لوكانت المعركة من اجل العقيدة فان هناك ضوابط وأخلاقيات يجب أن تسود في ساحة المعركة ، بحيث تجعلها معركة فرسان وليس جرذان ، ولكننا لم نشاهد او نسمع سقوط هذا العدد الهائل الذي وقع في قاعدة سبايكر، والذي قيل أن عدد الضحايا تجاوز ألف وسبعمائة ضحية ، ويبدو من خلال روايات الناجين أكثر بكثير من هذا العدد ، وذلك لوقوع مجازر أخرى لطلبة آخرين في مكان أخر ، فبعضهم دفنوا أحياء في تكريت ، والبعض الآخر ألقوا في نهر دجلة ، وما جريمتهم سوى أنهم طلبة في قاعدة سبايكر الجوية ، وينتمون لمدن الجنوب التي كانت تحت وقع سوط الجلاد لأربعين عاماً، وما تنفس العراق ، حتى عاد أهله لتنفسوا من رئته ، ولكن غربان الليل لم يحلوا لها أن يرتاح أهل العراق بوطنهم الجديد ، بعد سنين الظلام في نفق الرعب والخوف والقتل والتهجير الذي نفذته العصابات البعثية في حكمها للعراق .

سبايكر جريمة العصر ، ويتحمل تبعاتها بالدرجة الأساس الحكومة آنذاك ، والقائد العام للقوات المسلحة بصفته الخاصة ، باعتباره أعلى سلطة تدير وتشرف على الأجهزة الأمنية، ويفترض بها أن تكون شخصية قوية قادرة على إدارة الملف الأمني بصورة صحيحة، وتتحمل المسؤولية التاريخية في حفظ امن المواطن العراقي ، فكيف بطلبة القاعدة العسكرية في سبايكر ، وهو قيد الدراسة حتى يصبحوا قادرين على خدمة بلدهم ، إضافة ينبغي أن تكون هذه القيادة مؤهلة لقيادة القوات المسلحة ، ذات باع طويل في هذا الملف ، وذو خبرة وباع طويل في هذا المجال .

هذه المذبحة التي حصلت في العراق، ولم تحصل في اي بلد اخر، عكست الواقع المزري الذي يعيشه العراق وشعبه، فما حصل في هذه المجزرة يذكرنا تماماً بما فعله البعث الكافر وصدام المجرم بالشعب العراقي إبان انتفاضة ١٩٩١، حيث امتلئت المدن بالمقابر الجماعية، والذبح وقطع الرؤوس، والألسن، والأذان، وغيرها من أبشع الممارسات البعثية ضد الشعب الأعزل .

جريمة سبايكر حملت حقدا طائفيا واضحا، فصارت شعاراً للخسة والجبن من جانب، وعكست إهمالا واضحا من الحكومة، والتي تعمدت غض النظر عن هذه الجريمة النكراء،والبحث عن الجناة أين كانوا وأينما كانوا ؟!!

هذا الجريمة كان يفترض بها أن تأخذ بعدا إقليمياً ودولياً فأين ممثل العراق في جامعة الدول العربية، وأين ممثل العراق في الأمم المتحدة أليس من المفترض أن يكون لهم صوت في المحفل الدولي والمطالبة بالإدانة الدولية لهذا العمل الجبان، ومطالبة المجتمع الدولي بمساعدة العراق في حربه ضد الإرهاب البعثداعشي ،كما أنها رسالة مفتوحة إلى جميع سياسي العصر، احترموا من انتخبكم، وأوصلكم إلى مابيه أنتم اليوم، قدروا معاناة شعباً هدته الحرمان والعوز، شعبا يريد أن يعيش لعله يجد الأمن والأمان، فهل أنتم منه أو أنكم ستكونون مصدر بلاءهم هذا ما تنتظره الأيام لهذا الشعب الجريح ؟

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك