قاسم الغراوي ||
إنّ التحدّي الماثل أمامنا والذي يمثله الإرهاب ومن يقف معه ويغذيه ليس سهلاً، فنحن بأمسّ الحاجة إلى وسائل غير تقليديّة لمحاربة آفة الإرهاب والفكر المتطرّف، ونحتاج إلى نمط تفكير جديد، يسهم في دحر الأفكار المغلوطة والمفاهيم غير الدقيقة التي يعتاش عليها الإرهابيّون كي لا نورِث الأجيال القادمة مزيداً من الفوضى والعنف والدمار، ونزيد من حجم الأعباء والمشاكل والتحدّيات التي تواجههم.
وعلى مؤسّسات قطاع الإعلام في العراق توحيد جهودها، والعمل وفق شراكة حقيقيّة، من خلال وضع منظومة عمل وادوات متعددة تبدأ بالمؤسسات الإعلامية لتشمل الفنون الاخرى باعتبار لها تأثير لمحاصرة الظاهرة وبناء مستقبل أكثر أمنا للأجيال، من أجل إنجاح التوعية الفكريّة والأيديولوجيّة ضد الفكر المتطرّف.
ان من أبرز الأدوار التي يجب أن تتصدّى لها وسائل الإعلام هي الوقوف على المزاعم الكاذبة والافتراءات الكبرى، والفتاوى والخرافات التي يروّجها أصحاب الفكر المتطرّف، وتفنيدها .
على الإعلام تقع مسؤولية التصدّي لظاهرة الإرهاب ووضع الإعلام كأداة رئيسة لهذه الغاية، إذ يُدرِك الجميع مدى تأثير الإعلام بمختلف أشكاله، في التصدّي للفكر الإجرامي، وللفئات الإرهابيّة الظلامية حيث يعد الإعلام أحد أهمّ أسلحتها في الترويج لأفكارها الهدّامة، واستقطاب مناصريها خلال عملها الاعلامي .
لابد أن تستمر مواجهة الفكر الظلامي المتطرّف، ويتطلَّب ذلك العمل على ثلاثة
محاور رئيسة، هي:
المحور العسكري،
والمحور الأمني،
والمحور الفكري الأيديولوجي؛
وهذا الأخير يتطلّب وقتاً طويلاً، وفكراً رائداً، لان الأحداث الإرهابيّة تؤكّد أنّ الفكر الإرهابي المتطرِّف لم ينتهِ بعد، وأنّ الحاجة مستمرة إلى ابتكار أدوات جادّة وفاعلة لاجتثاثه.
ان تنظيم الحلقات النقاشية والندوات بالتنسيق مع الجهات الامنية كوسيلة لمواجهة الإرهاب من خلال تكثيف التعاون بينهما في الوصول لخطة عمل واستراتيجية واضحة المعالم تبين فيها دورهما في مكافحة الإرهاب ونشر الوعي والفكر المعتدل وتسليط الضوء على:
_ الإرهاب في العالم الافتراضي
_ الامن الفكري ودور الأسرة في تعزيزه وصيانة افرادها.
الإرهاب والتطرف ظاهرة عالمية تهدد السلم العالمي، وتتطلب تضافر جهود جميع الدول لمواجهتها.
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha