المقالات

في ذكرى إمام المذهب  


د. علي فاضل الدفاعي ||

 

يُنقل ان الإمام جعفر الصادق _الإمام السادس من أئمة شيعة أهل البيت عليهم السلام_ أنّه قال:

(عزّت السلامةُ حتى لقد خفيَ مطلَبُها، فإن تكن في شيءٍ فيوشكُ ان تكونَ في الخمول، فإن طُلبتْ في الخمولِ فلم توجد فيوشكُ ان تكونَ في الصمت، والسعيدُ من وجدَ في نفسهِ خلوةً يشتغلُ بها.)

........................

إنّ هذا الكلامَ للإمام جعفر الصادق الذي يصفُ فيه الحياةَ في زمن الحاكم العباسي الطاغية ابو جعفر المنصور، يكشفُ مستوى الجَور والتضييق والاستهداف الذي مارسَهُ حاكم بغداد في القرن الثاني للهجرة بحق الإمام، ثم يأتي زمانٌ ليُقّدَرَ فيه هذا الطاغية من حكّام جَورٍ تعاقبوا الحُكم جيلاً بعد جيل، والصقوا اسم بغداد باسمه لانه اتخذها عاصمةً لعرشه الزائل، ولأنهم مثلَهُ ظُلماً وعدواناً صنعوا له التماثيل والقصص والشوارع، ولكي يحسّنوا من صورتهم الملوثة بالدماء والبطش وانتهاك المحرمات في الأنفس والأعراض والأموال قاموا بطَيّ صفحات إجرامه وعمدوا إلى تغطيةِ يديه الملطختين بدماء الأبرياء من شيعة آل محمد وغيرهم.

التاريخُ مكتوب والتحقيقُ فيه مطلوب ليَعرِفَ الناسُ خياراتهم فيه، ويحدّدوا مستوى بشريّتهم في ضوئه؛ قال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.

نعم التاريخُ سجَّلَ السيرةَ بكل ما حوَتهُ؛ سواء العُمران والفتوحات او السجون والمقابر الجماعية التي قام على عظامها مُلكَهم الزائل، والناسُ تختارُ منها ما تشاء بحسب اهوائها ومنافعها وبحسب علمها وجهلها، وكلُّ شيءٍ عندَ الله بمقدار.

فالسلام عليك ياخليفةَ اللهِ ورسولِهِ بالحقِّ، يابن رسول الله ياأبا عبد الله الصادق، ولعن الله أعدائك واعداء شيعتك إلى قيام الساعة.

ولا تحسبنّ أنّي تناسيتُ عهدهُ

ولكنّ صبري... يااا أُميمُ جميلُ

لذكرى استشهاد إمامنا جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي أبي طالب عليهم افضل الصلاة والسلام. ٢٥ شوال ١٤٨ للهجرة.

 

ليلة ٢٥ شوال ١٤٤١ للهجرة

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك