المقالات

الوالدان أفضل الناصحين


خضير العواد

أكبر منك سناً يعني أكثر منك خبرةً بمعاملات الحياة وطرقها وتعقيداتها وصعوبتها ، فهذه الخبرة أو المعرفة لم تأتي من القراءة وكثرة الدراسة والشهادات او العمل الشاق في ساعات النهار القاسية أو من التجارة والصفقات الناجحة والفاشلة أو من الاستماع لتجارب الآخرين أو التجارب الشخصية أو الإطلاع على تجارب ممن مضى ، فهي مزيج من كل هذا نتج عنها نتاج اسمه الخبرة بالحياة ، كمن سلك طريقاً قبلك فيعرف مطباته وحفره وسهولته ومخاطره وتعرجاته وغيرها من إسرار الطريق ، فعندما يعطيك خبرته عن الطريق فهذا يعني جعلك تسلكه قبل ان تدخله لأن معرفته به عندما سلكه أكتسبها فهو أعطاك ما أكتسب قبل ان تسلكه ، وهكذا باقي مفردات الحياة فهذه الخبرة والمعرفة نتيجة كبر السن لا تكن لزاماً أنه أكثر علماً او ثقافة ممن أصغر منه سنا ولكن نتيجة لسبقه للإطلاع على اسرار الحياة والتعرف على حقيقتها فأصبح اكثر معرفةً بها نتيجة السبق الزمني بالإطلاع والدراية ، فكلما يتقدم الإنسان بالسن يكن أكثر خبرة بمفردات الحياة نتيجة السبق بالتعرف عليها بأحد وسائل المعرفة كالعمل او التجربة أو السماع أو النظر أو القراءة وغيرها من وسائل المعرفة ، فمن العقل والمنطق والذكاء سؤال من سبقنا في المعرفة والدراية أو صاحب الخبرة لكي نستغل الوقت ونضمن عدم السقوط بمطبات العمل المراد تحقيقه وبذلك نضمن النجاح بل من خلال السؤال والاستشارة فأننا نشتري الزمان ونلخصه لعشرات السنين اعتمادا على خبرة المسؤول لذلك يقول الحديث الشريف (يا علي ما حار من أستخار ولا ندم من استشار) ويقول أمير المؤمنين عليه السلام ( من استبد برأيه هلك ومن شاور الرجال شاركها في عقولها) وقال أمير المؤمنين عليه السلام ( من شاور ذوي الألباب دلَّ على الرشاد) وقال أمير المؤمنين عليه السلام ( لن يهلك امرؤ عن مشورة) ، وخير من يعطي أفضل النصح هم الإباء للأبناء لأنهم يرون أولادهم امتدادهم الطبيعي بل يجدون في ابناءهم أنفسهم فيعطوهم أفضل التجارب ويحاولون أن يعطوا أفضل الأجوبة على اسئلة ابناءهم قال أمير المؤمنين عليه السلام لأبنه الإمام الحسن عليه السلام ( وجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى كأن شيئا لو أصابك أصابني وكأن الموت لو أتاك أتاني ) ، فالأبناء الأذكياء والمجتهدون هم الذين لا يفرطون بأي كلمة من نصائح اباءهم فهي اصدق الكلمات وأتم العبارات لأنها تخرج من اللسان لتستقر في القلب فلا يمكن للسان ان يعطي للقلب إلا الصدق وأفضل ما يحمل من العبارات ، بكلمات الاباء يختصر الزمان ويعطى هدية الى أنفسهم وهم الأبناء فبهم يرى الإباء عمرهم يتمدد لتحقيق ما لم يستطيعوا تحقيقه من خلال سنين عمرهم الشخصي ، فلا تتركوا أو تتهاونوا أو تتغافلوا عن أخلص مستشار أو خبير فاسألوا اباءكم واستفادوا من خبرتهم فمن خلالهم تختصروا الزمان و تعبروا المحن وتقفزوا فوق المطبات وتسلكوا الطريق الأكثر سهولة لنيل السعادة في الدارين ، لأن الوالدين أفضل الناصحون .

 

خضير العواد

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك