المقالات

مخلب النمر: الضارة النافعة  

1668 2020-06-19

ضياء المحسن ||

 

يقول المثل ((رُب ضارة نافعة)) وهو مثل يُضرب عندما يتعرض الإنسان لموقف يعتقد أنه تسبب له بضرر في الوقت الحاضر، لكن مع مرور الوقت يتبين له أن هذا الموقف كان فيه نفع كبير له،لكنه لم يكن ينظر إليه في حينه، ومثل هذا الأمر يحصل ليس فقط في حياة الإنسان العادية، بل أن الأمر يتعدى ذلك حتى في العلاقات الدولية.

نعلم جيداً أن مسألة إختراق الحدود وضرب المناطق الحدودية من الجارتين تركيا وإيران فيه ضرر كبير على العراق، لكن ماذا يمكن أن يعود على العراق من نفع من خلال تلك الضربات الموجهة أساسا الى حركات إنفصالية تركية وإيرانية تتخذ من العمق العراقي منطلقا لعملياتها؟

قد يتهمنا البعض بأننا نبالغ في الأمر، لكن واقعا هذه هي الحقيقة، فالضربات التركية تحديدا الى الإنفصاليين الأكراد من الجنسية التركية فيه نفع كبير للعراق، وهذا ما حصل عندما جاء رئيس المخابرات التركية في زيارة للعراق، والتقى فيها بالمسؤولين العراقيين.

معلوم للجميع أن عمليات تهريب تقوم بها هذه المنظمات لتمويل عملياتها في تركيا وحتى في إيران، ولذلك حاول المسؤول التركي إقناع الجانب العراقي بضرورة فتح معبر أخر بعيد عن سيطرة الأكراد في شمال العراق، وهو الأمر الذي أدى الى إنزعاج أكراد العراق، كونه سيحرمهم من إيرادات كانوا يمتنعون عن تسليمها لحكومة المركز.

بالإضافة الى ذلك فإن الحكومة التركية لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستمتنع عن السماح لنفط الشمال بالمرور إلا عبر شركة سومو، وهو ما سيضع المسؤولين هناك في ورطة مالية حقيقية، بعدما كانوا يتحكمون في تلك الأموال بعيدا عن المركز، بالتالي ستكتشف الحكومة المركزية قيمة الأموال المسروقة من قبل الأكراد طيلة السنوات الماضية، بما يضعهم أمام حرج أمام المواطنين هناك.

من هنا فإن العملية العسكرية الجارية في شمال العراق، مع أن هناك ضرر للقرى التي تتعرض للقصف، لكن مع ذلك فإن الجانب الإيجابي فيها هو عودة شمال العراق راضخا لما تمليه حكومة بغداد، خاصة فيما يتعلق بتقديم جرد كامل لأعداد قوات البيشمركة موظفي الدوائر هناك، بالإضافة الى بسط سلطة المركز على المطارات والمنافذ الحدودية.

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك