قاسم الغراوي ||
تستمد تركيا تدخلاتها في الأراضي العراقية بحجة حماية أمنها القومي الى:
اتفاقية قديمة مع النظام البائد لمطاردة pkk لمسافة أكثر من 15 كيلو باعتباره مصنف ارهابيا ويشكل تهديدا لامن تركيا.
أما الثاني فهو التفويض من قبل البرلمان التركي وتجديده بين فترة واخرى حيث يسمح للقوات التركية بمطاردة pkk في الأراضي العراقية.
بدأت نشاطات القوات التركية ودخولها في الاراضي العراقية منذ مطلع التسعينيات من القرن المنصرم بعد أن اتخذ حزب العمال الكردستاني الكفاح المسلح طريقا لانتزاع حقوقه من الحكومة التركية في مطلع الثمانينات.
ففي سنة ١٩٩٥م اطلقت تركيا ( عملية الفولاد ) ضد حزب العمال ، ودخلت القوات التركية بقوات قوامها (٣٥ ) الف فرد لمطاردة جماعات حزب العمال الكردستاني .
وفي شهر أيار من سنة ١٩٩٧م قامت تركيا ب ( عملية المطرقة ) حيث أرسلت( ٣٠ ) الف جندي إلى شمال العراق لقتال خلايا حزب العمال الكردستاني .
ثم في ٢٥ أيلول من سنة ١٩٩٧م قامت ب ( عملية الفجر ) وأرسلت ألاف القوات المدعومة بغطاء جوي .
وفي سنة ٢٠٠٨م شنت تركيا هجوما شارك فيه ثمانية الاف فرد على شمال العراق باسم ( عملية الشمس ) ضد حزب العمال الكردستاني .
وفي سنة ٢٠١٤م أيضا استمرت القوات التركية بالدخول إلى أراضي العراق .
وفي هذا الشهر شنت عمليتين عسكريين باسم مخلب النسر لضرب 500 هدف داخل الأراضي العراقية.
والتدخل يهدف لبيان قوة تركيا في بسط وجودها أين ما أرادت ومن صور تدخلها في العراق إقامتها لقاعدة في بعشيقة وهي عازمة لاقامة قواعد اخرى داخل العراق في خرق واضح للسيادة العراقية وهو نتيجة لما افرزه الواقع السياسي المتهري واهتزازات العملية السياسية وبالتالي ضعف القرار القومي والوطني تجاه الأحداث المحلية والاقليمية والعالمية.
والسبب الثاني احلام أردوغان العثمانية في التوسع واعادة هيبة تركيا إقليميا ودوليا ومحاولة قضم بعض الأراضي العراقية كما فعل مع سوريا. وكذلك تواجده في قطر وليبيا والصومال حفاظا وتعزيز لموقعه العالمي والسيطرة على النفط والغاز.
ومن المحتمل ان يضغط على العراق أكثر لوجود صمت أمريكي عن هذه التجاوزات كما أنه يمتلك ورقة سد اليسو وسيفاوض لصالحه في زيارة قادمة على مستوى عالي عما قريب في الوقت الذي عجزت فيه الحكومات من الضغط على تركيا في استخدام هذه الورقة لصالحها وامتناعها عن استيراد البضائع التركية ضمن شروط وبالتالي توفير ملايين الدولارات لضعف المفاوض العراقي وفقدان هيبة الدولة وبالتالي سنخسر الكثير في هذا الوضع الراهن.
ومع مواقف أردوغان من حلف الناتو ومن امريكا ومواقفها منه إلا أنه يتحرك بمساحة واسعة في اي مكان يريد دون ردع او استنكار او منع او عقوبات أمريكية كما تفعل مع إيران وسوريا ولبنان وأعتقد هناك
غض النظر من قبل امريكا حيث تلعب بتركيا كورقة ضاغطة مثلما فعلت ضد روسيا في سوريا.
وبرغم تصويت مجلس الامن الدولي والجامعة العربية بادانة هذه التجاوزات لكنه لايعبا لذلك بل غالبا مايتهجم على الجامعة العربية ومستمر لعدم وجود رادع له مستغلا ضعف القرار السيادي والحكومة العراقية لتشظي الخطاب الوطني وضعفة مستغلا الصراعات الإقليمية في المنطقة وصمت ادارة الولايات المتحدة الأمريكية.
يحاول أردوغان ان يعطي رسالة واضحة لاكراد العراق بأنه لايسمح باي نشاط من شأنه ان يهيا لدولة كردية وسيكبح جماحهم في كل مكان وان لاصوت يعلو على صوته ولاقوة ستردعه في التحرك أينما يريد.
كما يحاول أردوغان ان ينشط دبلوماسيا في العراق لرعاية مصالحه فمع وجود سفارته في يغداد فتح قنصليات في اربيل والبصره وسيفتح في كركوك والنجف ومحافظات اخرى وليس مستبعدا ان يطالب بعائدية الموصل للامبراطورية العثمانية.
ان هذه الأعمال التي تقوم بها تركيا تعد خرقا للسيادة العراقية وتخالف المواثيق الدولية في عدم اللجوء إلى الحلول العسكرية في حل الخلافات واحترام حرية وإرادة الشعوب .
وطبقا للعقل العسكري والأمني الذي يدير دفة العلاقة مع الاكراد ستستمر على هذا النهج ، ومن المفترض أن تعاد صياغة العلاقة مع تركيا في ضوء احترامها لسيادة العراق ومصالحه .
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha