المقالات

هل الماضي اجمل من الحاضر؟!  


الشيخ محمد الربيعي ||

 

جملة كثر استخدامها ان ماضينا اجمل من حاضرنا ، والعجيب بالامر ان الماضي لم يكن فيه من التطور بكافة مجالات الحياة كما هو عليه اليوم .

فكيف اصبح الماضي لدى الناس اجمل من حاضرهم ؟! .

وحاضرهم ان كان سيء فمن هو السبب بذلك ؟ ، هل هناك سكان غير اهل الارض حلو فافسدوا ؟!

محل الشاهد : تساؤل اخر من هم قبلنا والذين ندعي ان زمانهم افضل ، هم ايضا كانوا يدعون ان زمانهم الماضي افضل من حاضرهم ، وحاضرهم الذي اصبح لنا ماضي ونحن ندعي انه افضل من حاضرنا ، اذن بالنتيجة الحقيقية

ان حاضر من قبلنا والذي كان مذموم عندهم هو ماضينا الذي نمتدح !!!

فمن هو الصح بيننا من ذمة حاضره ام  من مدح حاضر غيره بدعوى انه ماضي جميل ؟!!!

اذن  لاماضي من قبلنا ولاماضينا افضل من حاضرنا الذي سيكون ايضا يوما ما ماضي لغيرنا .

اذن ماهو تفسير ذلك ؟  انا اقول ان صح التعبير اسمي هذه الحالة  وهم سراب الماضي ، ومحاولة الهروب من الفشل الحاصل في الحاضر والذي هو بسببنا وسبب افعالنا ، بالاتكال على دعوى  سراب الماضي الجميل ،  وكما قال ابو عبد الله محمد بن ادريس الشافعي :   نعيب زماننا والعيب فينا ، ومالزماننا عيب سوانا ، الى اخر ابياته .

محل الشاهد : ومما يجب ان ندقق فيه ونضعه ايضا في اعتباراتنا ، ان حاضرنا وحاضر من قبلنا كان يوما من الايام مستقبلنا المرتقب ، و الذي نبهتنا وحذرتنا الشريعة الاسلامية بالاشارات الواردة عن الخاتم محمد ( ص ) ، ومنظومة الاسوة الحسنة المتمثلة بال محمد الاطهار  ( ع ) ، من انه سيكون صعبا بسبب اعمالنا ومخالفتنا للقواعد والتعاليم الالهية ، فحاضرنا اليوم وما يجري فيه قد تم تحذيرنا منه ، انه لايمكن ان يكون بصالحنا ونحن نسير وراء منظومة الشيطنة وتاركين ومحاربين منظومة الاسوة الحسنة .

محل الشاهد : وان قضية الماضي والحنين له  لها اساس سيكولوجي يطلق عليه مصطلح النوستولجيا ( الحنين الى ماضي مثالي ) ، والذي عبرنا نحن بمصطلحنا وهم سراب الماضي لانه اصبح شيء عدمي غير موجود ، ويقول : المختصين ان النولستوجيا هي اله دفاع يستخدمها العقل لتحسين الحالة النفسية والمزاج خاصة عندما يواجه صعوبة في التكيف والشعور بالوحدة ، ويعتبروه من الاساليب الناجح في محاربة الاكتئاب وقتيا ، وهنا يجب ان يلاحظ شيء مهم ان لا يفرط بالحنين الى الماضي لكي لا يكون عندك الانسحاب من الحاضر وعندها يصبح الفرد عاجز عن اتخاذ القرار الصحيح .

محل الشاهد : اذن الحال هو الحال ومايقال وهم وسراب

والحقيقة يجب ان نعمل ونجد ونفضل المصالح العامة على الخاصة ونعيش بما خططة الله تبارك وتعالى ونفذته الانبياء والرسل على هذه الارض عندها يكون ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا جميل

نسال الله التوفيق للجميع ماضيا وحاضرا ومستقبلا .

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك