المقالات

خبر وتحليل  

1368 2020-06-21

  قاسم الغراوي / محلل سياسي ||

                      

الخبر :

صرح وزير المالية، علي علاوي،  في مقابلة متلفزة، أن "من المفترض أن يكون هناك حساب موحد لكل أموال الدولة، ولكن هناك جيوبا موجودة خارج السيطرة فيها مليارات"، مؤكدا وجود "حسابات بالتريليونات لبعض الوزارات.

التحليل:

كثيرا ماترددت عبارة (نحن نمر بأزمة مالية) على لسان الحكومة ومستشاريها وهذا التصريح عن هذه بالأزمة مرتبط بانخفاض اسعار النفط بسبب جائحة كورونا.

نعتقد كمراقبين للشان السياسي ليس لدينا أزمة مالية، بل لدينا أزمة ارادة وازمة مؤسسات تعمل بمهنية، وازمة وجود حكومة قوية، فهناك احزاب وجماعات مسلحة هي اقوى من الحكومة واجهزتها .

والمتابع للشان العراقي بإمكانه ان يؤكد وجود مصادر لتمويل الموازنة غير النفط، لكن ضغوطات سياسية تمنع وصولها للدولة العراقية، ابرزها (المنافذ الحدودية، مزاد العملة، الاحصائيات الكمركية، الفضائيين، متعددي الرواتب، عقارات الدولة، الجباية والضرائب، شركات الاتصالات التي تبلغ ديونها 5‪00 مليون)، وغيرها الكثير.

إن تأكيد السيد وزير المالية عن وجود جيوب في الدولة، خارجة عن السيطرة تنفق المليارات سنويا دليل واقعي وليس سرا ومعروفا فقد تابعنا عجز الحكومات المتعاقبة التي لم تستطيع أن تقدم ملفا واحدا عن حيتان الفساد مع وجود هيئة النزاهه ومكاتب المفتشين العموميين واللجنه العليا لمكافحة الفساد في حكومة عبد المهدي رغم تصريح نواب وشخصيات سياسية بالأدلة والوثائق عن هذا الفساد.

أن أهم ملفات الفساد في الدول العراقية، تتمثل بالمنافذ الحدودية، والنفط، وبيع العملة، والجباية، والمكاتب الاقتصادية، والفضائيين والمشاريع الوهمية ، وكل تلك الملفات معروفة ، ومن يتجرا لاعطائنا رقما محددا من المسؤولين عن حجم الاموال المنهوبة بسبب الفاسدين.

لو كانت الحكومة قد نفذت مبدأ( من اين لك هذا) ب 100 شخصية فاسدة وحققت عن مصادر اموالهم لكان الشعب قد قبل بالاستقطاعات للرواتب

ان وجود  جهات تنهب خزينة العراق، هم اشخاص ومليشيات ومافيات أغلبهم  واجهات للاحزاب وهذا ما يفسر عدم القدرة على التصدي لها من قبل الحكومات السابقة والحالي باعتبارها خطآ احمر. .

بلغت مجموع مديونية العراق 115 مليار دولار 72 مليار خارجي 41 بسبب النظام السابق وأخرى ديون خارجية والداخلي 43 مليار دولار، مع هذا فان الحكومة الحالية مضطرة لتقديم قانون الاقتراض،  بسبب النفقات والتي تتعلق برواتب الموظفين والمتقاعدين وغيرها من الأطراف المستحقة.

  ان حكومة رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي، سلمت حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي وفي الخزينة 17 ترليون دينار بينما الاخيرة سلمت حكومة رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي وفيها اقل من 300 مليون دينار، وان حجم الناتج الإجمالي في سنة 2019 بلغ 235 مليار دينار وهذا مؤشر على كفاءة الاقتصاد العراقي ولم تستغل من قبل حكومة عبد المهدي وحدث تبذير وسياسات اقتصادية خاطئة. أين اختفت هذه الاموال؟

ومع وجود مصادر لتمويل الموازنة غير النفط، مثل فتح المعامل والمصانع وصناعة تكرير النفط والزراعة وكذلك يمكن توفير إيرادات من الضريبة عبر تنفيذ قانون الضريبة، المصارف التجارية ومحال الصيرفة والفنادق الكبرى وشركات مهمة، لم تتحاسب ضريباً محاباة، لان السياسة تداخلت مع المال والاعمال وسيطرة الاحزاب على رؤوس الاموال فهناك  ضغوطات سياسية تمنع وتقيد الحكومة للقيام بكل اجراء يمس مصالحها واستثماراتها وانشطتها التجارية.

اعتقد ان الحكومة الحالية ستنجح وتتجاوز الازمة المالية اذا  :

ارتفعت أسعار النفط اولا وثانيآ اذا عملت الحكومة مع الشركات النفطية لإعادة التفاوض على كلف الإنتاج او تأجيل دفعها.

  ان المشكلة في العراق مشخصة من فترة ليست قليلة، ولكننا نحتاج الى من يتبنى الحلول في مواجهة الفساد بقوة وحزم وايقاف هدر الأموال العراقية التي تذهب في جيوب حيتان الفساد والأحزاب المتنفذة ولن يحصل هذا إلا بضرب بيد من حديد ولن يحصل هذا ، لان تداعيات الوضع الراهن  هو بسبب الكتل السياسية و نفوذها وفسادها الذي ازكم انوفنا.

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك