كندي الزهيري ||
قال أحدهم؛ بينما أنا جالس تحت ضل شجرة في قريتنا ، كنت أنظر إلى السماء متأمل بها من جمالها وقدرت خالقها وجمال صنعه، بينما أنا على هذه الحال وإذ ببعض الغيوم تمر من فوقي ،فانتابني شعورا غريب ! وانا احسد تلك الغيمة لحريتها ؟ ، فقلت يا لها من محظوظة تلك الغيمة تسير اين ما تريد، لا يمنعها حدود ولا قانون ولها حرية مطلقة في هذا الفضاء الشاسع تحط أينما تريد وتذهب أينما تريد من دون اعتراض احدا او الوقوف بسبب الماديات.
لكن بعد أن عرفت بأن ثمن هذه الحرية بأنها ستضحي من أجل غيرها ، في ذلك الحين علمت بأن الحرية عمل وتضحية ومسؤولية ،ولا يحدث ذلك إلى بتطهير النفس والخلاص من القهر والعبودية ، ووضع يدي بيد غيري حتى نصل إلى غاية الحرية وهي النور والنور في هذه الدنيا تعني الرحمة.
البعض يرى الحرية وهم صنعة الانسان الكي يكذب على ذاته، من أجل الهروب من الواقع الذي يعتبر سجن له في هذه الدنيا.
وآخر يعتبر الحرية مصدر الاحترام القانون اي ليس تلك الحرية المطلقة فكل شيء يسير وفق قانون معين .
واخر ينظر إلى الحرية على انها مصدر الحياة والتضحية من أجل الوصول إلى الغاية المنشود وان خالف هذا القانون .
وان تعددت لأسباب والمفهوم لها، يبقى روح الإنسان ونفسه ترفض ان تكون مقيدة بقيود الجهل والعبودية ، وما من امة أرادت شعاع الحرية ان يطبق عمليا ،الا وتخلصت من تلك القيود لتكسرها على صخرة الصبر وتضحية ، فلا حرية بالعبودية ولا تقدم في جهل .
يا من لديه " لب "ان كنتم تعتقدون بأن الحرية هي التخلص من بيت الظلم والتوجه الى بيت الفساد والانحطاط الأخلاقي ، فتلك ليست حرية أنما تلك عبودية صنعتها انفسكم المريضة فأوهمت بها عقولكم . انما الحرية اي التوجه إلى صاحب السماء الواسعة ومن ثم العمل والتخلص من آثام النفس، وركوب بسفينة العلم وبناء الإنسان ،بذلك الوقت لم ولن يقف امامكم حدود وستسقون كل ارض في المعمورة تلك هي اسما حرية في الكون.
فسلاما على من طلب الحرية وعمل لأجلها بدأ من نفسه...
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha