المقالات

العدالة الاجتماعية المفقودة..  

975 2020-06-23

رأفت الياسر ||

 

لا ننفي ما تعرض له المعارضون لصدام من معاناة و حرمان ولكن هذا لا يبرر نسف مبادئ العدالة الاجتماعية امام تضحياتهم الجسيمة تلك وكأن الشعب العراقي كان يعيش في النعيم بزمن البعث.

قصة الإمتيازات الخاصة لمُعارضي النظام تذكرني بالحروب التي قادها الامام علي عليه السلام ضد المُعارضين الاوائل للنظام الأموي وهم صحابة النبي المقربون.

سبب تلك الحروب كانت تتمحور حول العدالة و اللاعدالة فهؤلاء يريدون خدمة جهادية خاصة لأنّهم سبقوا الناس بالجهاد ولهذا ثاروا ضد الامام علي عليه السلام  الذي ساواهم مع الناس.

بعيداً عن الإستهداف الإعلامي الطائفي بتناول مسألة مخيم رفحاء وترك الفئات الاخرى.

ولكن ينبغي فهم أصل المشكلة التي تتعلق بفقدان العدالة الاجتماعية.

فماذا إستفاد الشيعي الجنوبي من جهاد هؤلاء ومن تأريخهم النضالي؟

هذا التأريخ الكبير اذا لم يتحول لمستقبل يخدم الناس فهو لعنة.

سوء الخدمات في الناصرية و البصرة لم يكن بسبب الدور الخبيث للسفارة الأمريكية او حزب البعث او الجني الأزرق وانما بسبب فشل هؤلاء المُعارضون لصدام بإدارة ملف الخدمات بهذه المحافظات ولا أحد غيرهم فهم من مسك وما زال يمسك إدارة الدولة بكل مفاصلها.

خضتُ جدالاُ عقيماً مع أحد المستفيدين من رفحاء وهو يستلم 3 رواتب او ربما 4 لا اذكر بالدقة.

واخبرته ان هذا ينافي مسألة العدالة الاجتماعية

فلماذا يبقى الناس يسكنون الصفيح في زمن صدام وبعده وفئات اخرى تسكن افضل المنازل ولديها حسابات مصرفية وهم يعانون نفس المعاناة ويقدمون نفس الخدمات بل الفئات المستفيدة من نهب الدولة هي اكثر ضرراً من ساكني الاكواخ.

إنتهى الجدال هذا بإتهامي بأنني بعثي أريد إعادة أمجاد صدام من جديد!

نفس التهمة التي كانت تواجه الخط العلوي بأنّه خط خارجي يريد حرف الاسلام بمحاربة المُعارضين الأوائل.

والغريب في الموضوع وبعد إنتشار الفقر وخراب البلد حتى إنك لا تجد طريقاً سالكاً او مسشفى صالحاً وبعد ذلك يأتون للمطالبة بتعديل هذه القوانين؟

أين كنتم عن التعديل قبل أن يغضب الناس ويغضب الله لغضبهم؟

شخصياً مع النظرة الرحيمة حتى لعوائل حزب البعث من باب ولا تزروا وازرة وزر اخرى فكيف بالمُعارضين لحكم الطاغية؟

 ولكن ينبغي ان تسود هذه الرحمة جميع العراقيين وخصوصاً ساكني الأكواخ و الصفيح.

وبعيداً عن خراب فتنة تشرين وإستغلالها من قبل الإعلام الأمريكي فإنّ الشعب المحروم ما عاد يطيق المزيد من السياسات الازدواجية لسرقة الدولة بالعناوين المُحترمة.

فإن أسنان الفقراء الصفراء ستتحول يوماً الى أنياب قاطعة لهذه السياسات و سائسوها وما ذلك على الله ببعيد.

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كاظم نحم
2020-06-23
بسم الله...انت مع النظرة (الرحيمة) لعوائل حزب البعث...وتحد اسنانك على ضحاياهم... تدس السم بالعسل وتزعم ان تبحث عن العدالة الاجتماعية...كان مجاهدي رفحاء هم سبب اختلال تلك العدالة... وتزعم انك (محايد) ثم تعمد الى (النبز) بانك تجادلت مع محتجز،وهو يقبض ثلاثة رواتب...ولانك محايد جدا وورع جدا...اضفت(او اربعة)... ولماذا لايكونون السجناء والمعتقلين وضحايا حلبجة وغيرهم ممن شملتهم تلك القوانين هم سبب فقدان العدالة المزعومة... لكن سبحان الله...لف ودوران...ثم وقوع...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك