🖋 قاسم العبودي ||
الكتل السياسية التي جاءت بالكاظمي تعلم جيداً بأنه سيفشل بأدارة الحكومة العراقية . وواشنطن أيضاً تعلم ذلك ، لكنها زجته في هذا المضمار لأنها بحاجة ماسة لرئيس حكومة فاشل وضعيف ، وأن أدعى القوة . ليس من مصلحة الولايات المتحدة أن يأتي رئيس للحكومة ذا قوة ، ومن الممكن أن يصلح أمور العراق البائسة . لذا راهن الكاظمي على الدعم الأمريكي بغض النظر عن قناعة الشعب العراقي الذي لم يستسيغ لهذه اللحظة الديمقراطية بمفهومها الواسع . بعض العراقيون منقسمون على أنفسهم ويطالبون برجل قوي ، لذلك حاول الكاظمي رسم صورة لنفسه بأنه السوبرمان الذي سيغير معادلة الرؤساء الذين سبقوه . وحاول أقناع الشعب بهذه القوة الزائفه . أول شيء ( تحارش ) بمزدوجي الراتب وذلك لأمتعاض كثير من الناس من هذه الأزدواجية ، لأنهم لا عمل لهم . ولا تعيين فأراد مناغمة هذه الشرائح بأيقاف الرواتب المزدوجه .
ومن ثم عرج على فصائل المقاومة لأن أيضاً هناك من يحاول حل الحشد وخصوصاً شركائنا في الوطن الذين لم يرق لهم تواجده في مناطقهم لكثير من الأسباب ، فضلاً عن رفض واشنطن لهذه القوات العقائدية ، فكان مكافئة واشنطن له بترئيسه للحكومة ، يقابلها تعهد بحل الحشد ، أو تذويبه بطريقة أو أخرى . لكن للأسف الشديد لا وشنطن ، ولا الكاظمي ولاحتى شركاء الوطن ، لم يقدروا الحشد والفصائل المقاومة حق تقديره . الحشد الشعبي العقائدي يعمل على تأسيس دولة حديثة مبنية على أساس الوحدة الوطنية ، أقلها ظمن المنظومة العسكرية .
لذا لم يرق لجميع الأطراف أن يكون عراقاً موحداً ، لأن الجميع له حساباته الخاصة البعيدة كل البعد عن الوطنية
الكاظمي يعتبر فصيل كتائب حزب الله ، وكل أمتداداته ماهي ألا ذراع أيراني يجب قطعه ! وبأيعاز من حكومة واشنطن تم الهجوم بهذه الكيفية التي رأيناها .
البدلة التي أرتداها الكاظمي في مرحلة سابقة لا تعني له الكثير ، بل جاءت وفق مجاملة سياسية أمام وسائل الأعلام فقط . ثم الرجل تفاعل مع السلوك الأمريكي ، والسلوك الأمريكي لايأبه لهكذا ألتزامات وقد رأينا تنصل واشنطن من كثير الألتزامات الدولية وحتى الأخلاقية .
أعتقد لن تتوقف واشنطن بدفع الكاظمي مره أخرى للأحتكاك مع فصائل المقاومة ، وأعتقد ستتغير الستراتيجية الكاظمية مع أبناء الحشد عموما ، وفصائل المقاومة التي لها ثأر مع مصطفى الكاظمي ، أذا ما علمنا أن دائرة الأتهام له بأغتيال قادة النصر لازالت قائمة . فشل الكاظمي بأدارة أزمات العراق ، ويحاول التغطية على فشله بأثارة أزمات داخلية لألهاء الرأي العام وعدم الأنتباه لما يجري ، وخصوصاً هناك أجتماع قادم للحوار مع واشنطن بخصوص التواجد الأمريكي في العراق .
لا أستبعد فرضية الأقتحام التركي لشمال العراق بأنها ظمن السيناريوا التي تعده واشنطن للألتفاف على القرار البرلماني القاضي بأخراج القوات الأجنبية ، فضلاً عن القوات الأمريكية المحتلة .
ملاحظة أخيرة ، الهجوم الغير مبرر من قبل جهاز مكافحة الأرهاب ، أراد من خلاله الكاظمي فصم عرى التفاعل القتالي بين أبناء الحشد وجهاز مكافحة الأرهاب ، الذين عملوا سوياً بقتال المجاميع الأرهابية .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha