جمعة العطواني ||
ما جرى فجر الجمعة من عملية( اقتحام) لقوات من جهاز مكافحة الارهاب الى معسكر الصقر التابع لقوات الحشد الشعبي في منطقة( البوعيثة) وسط بغداد ، يمثل عملا أمريكيا استفزازيا ، ليس لاستعراض القوة فحسب ، بل لايجاد فتنة بين مكونات القوات المسلحة هذه المرة ، بعد ان حاولوا جاهدين خلال السنوات الماضية من إيجاد فتنة الحرب الأهلية ، وأرسلوا عتاة الارهابيين بشعارات طائفية تستميل بعض المكونات الاجتماعيةِ وتستعدي البعض الاخر، لكنهم فشلوا فشلا ذريعا ببركة تلاحم الشعب العراقي ، مدعوما بفتوى المرجعيةِ ودعم الجمهوريةِ الاسلامية .
اليوم يحاولون إيجاد مواجهات من نوع اخر، ويحاولون تحقيق اكثر من هدف معا منها :
١- ان استهداف الحشدِ الشعبي وهو مؤسسة رسمية ، مرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة من قبل مؤسسة رسمية اخرى، يمثل سابقة خطيرة في تعاطي القوات المسلحة، فالمتعارف قانونيا ان اي عنصر من القوات المسلحة تصدر بحقهِ أوامر قبض لابد ان يكون من خلال المؤسسات الامنية التابعة لنفس لمؤسسة، فالامر بالقبض ضد اي منتسب من الجيش لابد ان يكون من خلال الجهات المختصة بالجيش العراق، ولا يُعقَل ان يكون عملية تنفيذ القبض لمنتسب في الجيش من قبل الشرطة المحلية او حتى الشرطة الاتحاديةِ .
٢- ان استهداف قوات حشد مرتبطةٌ بكتائب حزب الله في العراق هي الاخرى محاولة امريكية لاستعراض القوة امام أقوى وأشرس فصيل مقاوم للامريكان في العراق، يراد منه ايصال رسالة الى كل فصائل المقاومة مفادها ان الامريكان لا يهابون اي تهديد من اية جهة، وان استهداف كتائب حزب الله الذي هو أقوى فصيل مقاوم اذا كان متيسرا، فان ما دونه من الفصائل سيكون اسهل بالتاكيد ، لذلك هذه العملية تمثل ضربة للجميع وليس لمعسكر الصقر او للكتائب تحديدا.
٣- ان استهداف معسكر الصقر وكتائب حزب الله من قبل جهاز مكافحة الارهاب، يعني ان الامريكان سيكونون بعيدين عن الاحتكاكات هذه المرة ، وبعيدين عن النقد او التصعيد العسكري او الاعلامي او السياسي، على اعتبار ان هذه المسالة هي مسالةٌ روتينية عراقية ، تقوم بها الحكومة وفق إجراءتها الامنية، ولا علاقة للامريكان فيها من قريب او بعيد .
٤- ان اية ردة فعل من الحشدِ او الكتائب ضد جهاز مكافحة الارهاب سيوصل رسالة للراي العام العراقي والاقليمي ان الحشد قوات متمردة عاى أوامر القائد العام للقوات المسلحة، وهي تخرق القانون، وتتحرك من وحي زعاماتها غير المرتبطة بالدولة او الحكومةِ، وانما تتحرك بإملاءات إيرانية .
٥- قيام الحشدِ باي ردة فعل ضد اي استفزاز سيحرك الفصائل المرتبطة بالعتبات ان تعيد ما طرحته سابقا من انفصال وارتباط بصورك مباشرة بالقائد العام للقوات المسلحة، تحت ذريعة ان الحشدِ غير ملتزم بالقانون، او ان ترتبط بالجيش وتحل نفسها عن الحشدِ، او ربما تتحقق مقولة ان الحشد حشدان، حشد مرجعي ملتزم، وحشد ايراني منفلت، ويكثر اللغلط والاستهداف ضد وحدة الحشد.
٦- وهي من النقاط المهمة التي سيعمل عليها الامريكان خلال المرحلة المقبلة وهي:
انهم( الامريكان ) مقتنعون ان الحشد يعمل باوامر إيرانية ، بمعنى ان ايران موجودة في العراق بالحشدِ وفصائل المقاومة المنضوية بالحشدِ بشكل رسمي، والامريكان سيتحركون بنفس الاسلوب الذي تتحرك به ايران ، وهو ان تستخدم قوات رسمية موالية لها لتصفية حساباتها مع من تتصور انهم تابعون لايران ، وهذه القوات الرسمية هي جهاز مكافحة الارهاب، الذي أسسته ودرّبته وعباته منذ سنوات لهذا الغرض، وعندها ستكون حربا بين مؤسسات رسمية دون ان تعطي امريكا خسائر بشرية او مادية .
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)