مازن البعيجي ||
باقر ابن الناصرية الجميل التحق بالمقاومة الإسلامية قبل الفتوى وهو مؤمن بالجهاد ضد الإحتلال فهو من رباه منبر السيد العارف محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف الشاب الذي يعرف حدود الله تبارك وتعالى ، ولكن بعد أن حصل له ظرف انتقل بعد نهاية المعارك مع داع١١١ش إلى فوجة مكافحة الإرهاب ذي الطبيعة العسكرية أكثر مما هو في المقاومة الإسلامية التي لها مبادىء ثقافية في العسكرة قائمة على أدبيات عقائدية تختلف في التطبيق والسلوك عن أجواء العسكرة النظامية ..
يقول طلب منا التجمع لأمر هام وقد أصدر أحد ضباط الفوج أوامر لنا بتنفيذ واجب مساء هذا اليوم ، وعادة تكون الأوامر سرية بالتفاصيل لدى القادة ولا أحد يطلع على نوع الواجب او مكانه وهكذا .
وجاء لحظة الأنطلاق واستغربت من مرافقة المحتل لنا ومع واجبنا الذي ننطلق له ، خجلت وشعرت بالذنب وانا أتذكر صوت محمد محمد صادق الصدر قدس سره المعلم والعارف وهو يصرخ كلا كلا أمريكا كلا كلا اسرائيل كلا كلا يا شيطان!!!
شعرت بحرج كيف انا هنا بهذا الموقف المخجل وفوراً تصورت لمن ذاهبين من وجود الأمريكان معنا وفواً قفز شارع المطار وما حل به للشهداء القادة وتراخت يدي من الخجل وصب جبيني عرق غزير وتصورت ان العالم كله يعلم اني ذاهب مع المحتل لتنفيذ واجب بحق أمة او مجموعة او فرد يقيناً امريكا غير راضية عليه!!!
كل شيء تغير والأحكام الشرعية واسم صاحب الزمان صار على لساني ورضا اهل البيت عليهم السلام وما شعورهم تجاهي تبدل كل شيء بداخلي حد الشعور بالاستفراغ والندم على هذه الوظيفة المخزية والواجب الغير لأئق مع فوج الإرهاب بقيادة أمريكا المحتلة التي ترفضها كل أدبيات المسلم فضلاً عن مثلي تربى على يد مثل الصدر العظيم ، لكن ماذا أفعل وكيف اتخلص وانا بكامل العدة والتجهيز ، رقت دمعة في عيني شعرت بها من وراء القناع المخيف للغير والقذر لحظتها حين تصورته على وجهي!!!
وصلنا إلى منطقة بساتين البوعيثة في الدورة ومن طريق ترابي نيسمي حيث طائرات الاستطلاع ترافقنا وهنا عرف الواجب سيكون خطر وصعب ونوعي! كان الهدف أحد فصائل المقاومة أمرنا الضابط بالترجل بهدوء والاستعداد للقتال واعطانا امر الرمي المباشر!!!
دخلنا مع الأمريكان كتف على كتف أنا الشيعي ومن يرفع شعار الحسين عليه السلام وكل عام اقيم له العزاء ببيتي وعند والدي موكب للخدمة نرفع به شعارات الحسين عليه السلام ونبكي شعرت بنفاقي وكذبي وشعوري بالخجل والأشمئزاز والكره لنفسي إذ كيف انا والمحتل نداهم مقر من بهم أصينت الحرمات والأرض؟!
اندفعنا بقوة وشهرنا السلاح بوجوههم والأضواء الحمراء من بنادق الأمريكان الحديثة مصوبة على وجوه عشاق أهل البيت عليهم السلام ارفع يدك وارمي نفسك على الأرض اللحظة التي تمنيت أقبر نفسي وأدفنها على مثل هذا الواجب وهاجت وماجت الأرض بهم وكل واحد منا ومن الأمريكان مسك شاب مهدوي كل ذنبه العميل يريد بهم تحقيق إنجاز بعد فشله!!!
رأيت أمريكي شد شاب بعنف صغير الشاب وكان يأخذه يمينا وشمال بقوة ويحاول قلب التشيرت على رأسه وهو بكل عنفوان يرفض وكأنه يصارع الأمريكي فهو كله يرفض وجود المحتل! رق قلبي حاولت أخذه منه مسكته وقلت ( leave it ) أخذته منه رفع رأسه واذا به صديقي ورفيق عمري وأبن مدينتي فلم أقوى على التماسك حضنته وصرخت واخذته بالاحضان والجندي الأمريكي يصرخ باللغة الأنكليزية خذه قيده والضابط العراقي مثله انزلت السلاح من عاتقي وقلت للضابط أنا من هذه اللحظة سأترك فوج الإرهاب الذي جاء بي لقاتل أهلي واخوتي ورفاقي وهذا الموقف المخزي وخذها مني الموت لأمريكا وأنا معهم خذي وأعتقلني يقول طأطأ راسهُ للأرض وشعر بالخجل وطلب من الأمريكي القذر الذي يريد ضربي وضرب اخي ابن الحش١١١د ..
هذا ما جرى وكان سيجري يا شيعي أن كنت تحمل بقلبك عشق الحسين عليه السلام سواء كنت بفوج الإرهاب او غيره فالحذر كل الحذر ان تعادي الحش١١١د وأبناء المهدي أصحاب التمهيد..
( البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha