محمود الهاشمي ||
الهجوم الذي تم على مقر اللواء (45) للحشد الشعبي قبل يومين، والذي شاركت به ثلاث جهات "قوات امريكية" و"مكافحة الارهاب" و"جهاز المخابرات"، ترك تداعيات كثيرة على الساحة العراقية، وسوى عملاء امريكا فان جميع العراقيين كانوا في انزعاج تام، لما في ذلك من اثارة القلق والفوضى بالبلد، ناهيك ان "الحشد الشعبي" مؤسسة امنية، تضم شخصيات وافراد جهادية، وان اي تجاوز عليها له ارتدادات سياسية واجتماعية ودينية.
العراقيون ليس لهم من عتب على السيد مصطفى الكاظمي، لانه ليس ابن العملية السياسية ولا نتاج صناديق الاقتراع، والمتوقع منه كثير، واول تحامله جاء على فئة "المتقاعدين" ثم على "الرفحاويين" و"السجناء السياسيين"، والحبل على الجرار..
لكن العتب الاكبر على قائد قوات مكافحة الارهاب، فهو ابن المناطق الفقيرة، ووريث المعانات في مدينة الصدر، "الثورة سابقاً"، وكيف كانت الملاحقات لاخوانه وابناء طائفته وما لاقت شريحة اهله وقبيلته من جور الاقطاع وسياطهم.
وحين يتخرج شخص بمستوى عبد الوهاب بن عبد الزهرة بن زبون الساعدي" ليصبح برتبة فريق ركن قطعاً ان الناس تستبشر خيراً ، ان ابناء الفقراء والاحياء المسحوقة (المظلومة)اصبحوا بهذه الرتب العسكرية العليا.
وعبد الوهاب الساعدي ليس خريج المدارس العسكرية فقط بل هو متفوق في الدراسة وتخرج من جامعة الموصل حاصلاً على شهادة "علوم الفيزياء" ثم بعد ذلك التحق بالكلية العسكرية واكاديمية الاركان..
وحين احتل الارهاب ثلث الاراضي العراقية، وجاءت فتوى المرجعية الرشيدة بـ"الجهاد الكفائي" اصطف اخوانه وابناؤه والتحقوا بسوح المنازلة والقتال، ليكون النصر المؤزر الذي مازالت عناوين واسماء ابطاله محط تقدير واحترام لدى جميع الاوساط العراقية..
اذا كان السيد عادل عبد المهدي قد ابعد "الساعدي" من منصبه وفقاً لطلب من رئيس جهاز مكافحة الارهاب الفريق الاول الركن طالب شغاتي -حسب تصريح الساعدي.-.فهي اوامر عسكرية تتحمل اصدارها الجهة التي اصدرت القرار..وحين صدرت الاوامر في زمن الكاظمي باعادة الساعدي لجهاز مكافحة الارهاب وترقيته رئيساً لجهاز مكافحة الارهاب، فانه قرار من صلاحيات القائد العام للقوات المسلحة، وليس هناك من شكك في قدرة الساعدي ومهنيته لتسلم مثل هذا المنصب.
حاولت جهات عديدة ، ان تنال من شخصية "الساعدي" ومن دون علمه رفعوا صوره في سوح التظاهر، ثم عادوا فشطبوا عليها، وتحدثت اوساط اعلامية من ان المشروع الامريكي يخطط لـ"سيسي" في العراق والمرشح لذلك هو "عبد الوهاب الساعدي".!
الساعدي يؤكد انه ليس هنالك من اتصل به من اي جهة سياسية ولايعلم من رفع صوره ومن شطبها او مزقها، وهذه حبائل السياسة والاعيبها.
مثلما هنالك جهات سياسية تريد ان تخلط الاوراق هنالك جهات اعلامية كذلك، حاولت وتحاول على مراحل مختلفة ان تروج ان "جهاز مكافحة الارهاب" تحت "الادارة الامريكية" مثلما ذات الاعلام يروج ان "الحشد الشعبي" تحت "الادارة الايرانية"، ونقول لو كان لكلا القوتين العسكريتين مثل هذا "الولاء" لما انتصرنا على الارهاب، وليس لدى العراقيين اي شكوك في ذلك، فهؤلاء الابطال من كافة صنوف القوات الامنية هم ولاؤهم للعراق، واي تصنيف اخر سجعل النصر الذي حققناه يذهب الى دول اخرى...
وهنالك فرق بـ"الولاء" -والعياذ بالله - و" العمالة" وبين ان تشكر من وقف معك في ساعة الشدة، فبين دولة تصنف الدواعش كـ( ارهابيين )واخرى تصفهم بـ"الثوار" مسافة كبيرة..
ان العتب الذي صدر عن الاوساط السياسية والاجتماعية والدينية على قائد مكافحة الارهاب، دليل احترام وتقدير لهذا "الجهاز" ولقائده، في قضية الهجومم على مقر اللواء "45" للحشد الشعبي وللاسباب التالية:
1-ان قائد جهاز مكافحة الارهاب يعرف اكثر من غيره ان هذا المقر تابع الى هيئة امنية رسمية اسمها هيئة الحشد الشعبي ولها قائد ونائب وادارة وقضاة وجهاز امني، وان قيادة العمليات المشتركة مثبت لديها على الخارطة المكان والجهة التي تشغله، واذا ما وصلت معلومات استخبارية عن امر ما، فلهذا الجهاز اليات للمتابعة واتخاذ الاجراءات ..ونسال : هل يوافق قادة الحشد لاتخاذ ذات الاجراء بحق مقر عسكري تابع لجهاز المكافحة؟.
2-ان السيد "عبد الوهاب الساعدي" يعرف دلالات هذا الهجوم حين ترافق القوة المهاجمة قوة عسكرية امريكية مكونة من خمس عجلات..
ونسأل اذا كانت القوة مكونة من جهاز مكافحة الارهاب وجهاز المخابرات فما معنى مشاركة الامريكان معهم؟ هذا يعني عدم ثقة اولاً بكم والثاني لزرع قناعة لدى العالم ان جهاز مكافحة الارهاب تابع للادارة الامريكية.
3-المعلوم ان جهاز مكافحة الارهاب، مهمته "مكافحة الارهاب" فما علاقة عملية الهجوم على مقر الحشد الشعبي بـ" جهاز مكافحة الارهاب"؟.
4-ان المواد القانونية جميعها لاتبيح عملية الهجوم.
5-السيد عبد الوهاب الساعدي يعلم علم اليقين ان الصواريخ التي تم اطلاقها على المواقع الامريكية او على السفارة، لاتتم من المقار الثابتة، لان السماء العراقية من قبل عملية قصف موكب الشهيدين "ابطال النصر" بشهرين وحتى يومنا هذا بيد الامريكان، وهم يعلمون جيداً ان هذا المقر القريب من بغداد لا علاقة له لاطلاق الصواريخ ولكن هي عملية خلط الاوراق لخلق شرخ بين القوات الامنية العراقية!!.
6- الجميع يعلم ان وجود القوات الامريكية على ارض العراق غير شرعي، وهنالك قرار صدر من مجلس النواب بذلك، لذا فان "القوات الاجنبية"، هي من تتحمل مسؤولية تواجدها، وليس من واجب قواتنا الامنية مسؤولية الحماية.
7-الجميع يعلم ان جهاز مكافحة الارهاب "90%" من منتسبيه هم من ابناء الوسط والجنوب وكذلك الحشد الشعبي، وعملية الصدام -غير القانونية -تخلق لنا تداعيات وازمات اجتماعية ودينية لاتصب في مصلحة البلد.
8-سوف انقل مجموعة مانشيات للاعلام الحاقد بشان حادثة الهجوم، والذي يبدو كان على علم بالحادثة قبل وقوعها:
أ-قناة الجزيرة (عشرات المتظاهرين يتجمعون في ساحة التحرير وسط بغداد تاييداً لعملية امنية انتهت باعتقال 14 شخصاً متهمين بالتخطيط لتنفيذ عمليات بالمنطةق الخضراء) والسؤال: هل تجمع احد بالساحة ام كانت عملية تحريض للتجمع وخلق الفتنة؟.
ب-قناة الحدث: (مسيرات في ساحة التحرير دعماً للقوات الامنية ضد المليشيات)!!. اين هي المسيرات؟
ج-الحرة: (جهاز مكافحة الارهاب والقوات الامريكية يهاجمون مقراً لمليشيات حزب الله ويعتقلون 14 شخصاً بينهم قيادات واجانب).
الحرة : (الكاظمي في مواجهة الفصائل الموالية لايران من يكسب المعركة؟).
د-لاشك ان السوشيال ميديا اشتعل واتشعلت معه "التهم" والنيل من الحشد الشعبي ومن مكافحة الارهاب فيما لم يمسس احد القوات الامريكية .
في الختام نقول ان شخصية بمستوى الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي لايحتاج الى ان يكافئه الامريكان ولا صبيانهم ، ولا من اي جهة سياسية اخرى انما ميادين القتال هي التي شهدت له بذلك، ومعه اخوانه المقاتلون من الجهاز، فيما يعلم السيد الساعدي ماذا يعني الحشد الشعبي ودوره وتضحياته وبطولاته في القضاء على الارهاب يوم فر من فر من الساحة وسيطر الدواعش على ثلث مساحة البلد واصبح اهلها اسرى بيد الارهاب.
نحن سعداء بان يقام لامثالكم تمثال كبير يتوسط المدن المحررة لانكم كفء لها: ونعتقد ان المهمة لم تنته بعد فمازال الارهاب يتحرك هنا وهناك وانتم اعلم بمن صنعه واستقدمه الى بلادنا واعلم ايضاً ان العراقيين يرفضون اي تواجد اجنبي على ارضهم ولهم الحق بطرده وفيه ضمانات عالمية ولا نريد للبنادق التي قاتلت الارهاب معاً ان (تقتل نفسها) بعد هذه الانتصارات.
فيا وريث ابطال ثورة العشرين التي نعيش هذه الايام ذكراها الـ"100".. حذار من كيد اعداء ثورة العشرين التي انكرت على اهلك بطولاتهم حتى يومنا هذا ..
ونختم بما قاله مهوال آل أزيرج مخاطبا القائد البريطاني ( هملتن ) عندما أراد الهجوم على عشيرته
(ذوله أفروخ الأزرج موش أهل لملوم
يـ(هاملتن) تأدب لا تزومش دوم
بالسنكي نريد أوياك نصفه اليوم
رد لا تدهده أبحلك آفه)
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha