مازن البعيجي ||
في خضم ظرف كان الموت يحيط بالمؤمنين من كل جوانبه والجواسيس البعثية ووكلاء الأمن الصدامي والوكيلات من النساء ممن أُوكلت لهن بحكم سهولة دخولهن على البيوت مهمة التجسس على البيوت ومعرفة لمن ولائها ، بل مرحلة اتسمت بتوصيف دقيق استخدمت معها الأمثال لتقريب الصورة ( للحيطان أذان ) ( لا تُحدث ولو نفسك ) ( أياك وأخبار زوجتك ) إلى غيره ممن فقد الثقة بالجميع الذي قد يكون مصدر للأمن عنك عمداً او جهلاً مع غياب المتدين المتصدي في زمن يمكن أن تموت على وشاية لا حقيقة لها كيدية او من شخص مغرض!
وحينها لا تؤخذ انت وحدك فقط بل هناك جيش ممن هم أهلك وأصدقائك نساء ورجال سوف يُعتقلون على وقع أنواع من التعذيب تتفنن به ازلام البعث ممن علت رتبته في الولاء لهدام ، من تلك الأجواء البوليسية المرعبة والخوف المسيطر على قلوب المؤمنين من شدة بطش وجسارة لا نظير لها او شبيه!
خرجت أحد أنشط المجاميع الشبابية والوسط الديني المثقف ممن يحملون الوعي الخميني وولاية الفقيه بل ومشروع حاكمية الإسلام الذي طرحهُ العارف روح الله الخميني العظيم قدس سره. ليلهب به قلوبٌ تواقة للعمل الرسالي وكانت كل مشكلتها "القيادة الحركية" العملية والتي لا تفصل بحال السياسة عن الدين ولو لضرورة تراها .
من تلك التخوم المرعبة والتي يخشى الإنسان أن يَعرفَ عنهُ جارهُ أنه فقط يصلي ، فقط الصلاة فضلاً عن لو عرف التنظيم السري والمقاومة وبث روع الوعي والبصيرة في أوساط الشباب ، هنا طل شخص القائد الولائي "سفير الولاية" الشيخ القائد فاضل العمشاني الذي عُرفَ بتدينه وتقواه وورعه وشجاعته وثباته وعلمه وطريقته الاقناعية التي تخبر كم أنه شرب من نهج الولاية ونظرية ولاية الفقيه التي بزغ فجرها عام ١٩٧٩ .
مع ثلة من الوعاة لازالت أسماء البعض معلقة على جيد ذاكرتي المتعبة وهم كل من جناب السيد جاسم الجزائري اعزه الله تعالى وجناب السيد جاسم الهاشمي الذي كانت تُعقدُ الندوات الفكرية والعزاء وغيرها في بيته الذي فتحهُ على مصرعيه هو وإخونه ممن كانوا يذودون عن الفكر الإسلامي المحمدي الأصيل رغم الخطورة البالغة ، وجناب الشيخ طلال الحسن والشيخ ميثم والشيخ ماجد وغيرهم حلقة منظمها ومبتكرها الواقع الثقافي المتردي وشعور هذه المجموعة مع قائدها العمشاني بالحاجة إلى الأنطلاق المنظم لتوعية الأمة ، نوع تكليف شعروا به من عمق المأساة التي ولدّها البعث الكافر وهو يمنع التدين او الشباب الوعاة وفي تلك الفترة كل آن نستفيق على عائلة نكبت بإعدام أبنها او اخذوها للمعتقل وهكذا .
انطلقوا بمجموعة ولائية ثورية تحمل الوعي الخميني هماً لأيصاله إلى الشباب الذي كان مهيأ تواق يبحث بفطرته عن مراسي الشريعة ومرافأ عقائدها الناقلة من الجهل للبصائر ..
توزعوا على قطاعات مدينة الصدر جاعليها نقاط وقطعات كل مساحة على أحد منهم ينشر الوعي الثوري المقاوم الذي به حركوا راكد ما جمدهُ البعث من الخوف وبث الرعب بسطوة طالت حتى انجلت بسقوط البعث!
ليختمها قائدنا الفذ العمشاني فاضل بالشهادة على يد جلاوزة البعث اعداماً محقق في ذلك طريق الأنبياء والمرسلين وسالك درب العترة المطهرة عليهم السلام وكان قد تمنى أن يكون يوم إعدامه بيوم الغدير وفعلاً حدث ذلك له وتم إعدامه بيوم الغدير ليكون غدير ولاء وقصة ولاية تتناقلها المجالس والأقلام "وقتلاً في سبيلك فوفق لنا" ، لتبقى مشاعل مجموعته وتثقيفه لليوم تفرز القادة وتزجهم في سحوح الصراع الإسلامي الاستكباري فسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ..
( البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha