حسن عبد الهادي العكيلي* ||
لماذا تكون فتوى دينية بمستوى الجهاد الكفائي هي الطريق الاساس لخلق الحشد الشعبي طبعا لذلك اسباب كثيرة ومهمة جدا ومنها باختصار شديد خصوصية الذات العراقية في التعامل مع المسائل الدينية والنظرة المتفردة للشخصية العراقية الشيعية تحديداً الى الدين فان الشيعي وان لم يكن ملتزماً دينيا في سلوكياته ولكنه مستعد ان يقدم الغالي والنفيس من اجل اعتقاده الديني وعلى وجه الخصوص ارتباطه بالائمة من ال البيت عليهم السلام .
من هذا التفرد والذوق العاطفي في الوجدان العراقي والتي مررنا عليها من بعيد جدا فقط لتجنب تشتيت مسار اسطرنا وناهيك عن الضرورة الامنية المجتمعية والتهديد المعلن للعتبات المقدسة كلها اسباب دفعت المرجع الديني الى اصدار الفتوى الدينية (الجهاد الكفائي).
التي استعمل فيها السيد السيستاني سلطته الدينية بعد تراجع الجيش والقوى الامنية وعجزها عن الصمود والثبات امام قسوة عدو لا يقبل وجود الاخر المختلف في مساحته بالمطلق مما يشكل تهديدا خطيرا على الحياة والسلم المجتمعي واعتماد هذا العدو على التاثير العاطفي والتحشيد العقائدي المضاد المرتكز كلياً على العاطفة وكسب التأييد المعادي للشيعة , اضف الى ذلك حجم تلك المجاميع التكفيرية والدعم الاقليمي والعالمي المهول .
من هذا المشهد وانعكاساته ظهر الى الواقع ( الحشد الشعبي) ليكون رقماً مهماً ضمن المعادلة الاقليمية والدولية واخذ دوره ضمن المراكز الامنية – العسكرية المؤثرة في العراق وسأشير المتسائل الى صورتين فقط من المشهد العام لواقع الحشد المقتدر
- القدرة على الحسم.
- المطاولة والصمود.
وهذه المعطيات لا ولن ترضي القوى الفاعلة الاقليمية والدولية وربما حتى الشريك في الوطن الذي لديه ايضاً حساباته الخاصة وعندياته المغلقة وهذا الكلام واضح جدا عند قيادات الحشد الشعبي ولكن مطلوب ان يكون واضحا اكثر ليتمكنوا من الخروج بسفينة الحشد ( الفرصة التاريخية الاهم )من كل تلك التلافيف السياسية بسلام ودراية.
المراكز الامنية المؤثرة واضح جدا انها بدأ تسليمها الى غير الشيعة او الى شيعة معاد تصنيعهم وهناك ارادة امريكية شرسة في تكوين رأي مساند للتوجه الامريكي داخل البرلمان العراقي ومع ان رغبتهم هذه كانت حاضرة على طول العملية السياسية الا ان الاصرار والسعي المحموم في تجسيدها واقعياً هذه المرة ملفت للنظر وهذا يتطلب منهم عمل سياسي وتنظيمي ضخم و جاد على اضعاف نفوذ الشيعة في تلك الاجهزة والاجراء سيشمل حتى موظفين في اقسام ومفاصل مهمة
اضراس الساسة الشيعة والقريبين منهم الذين تهددت مواقعهم بأعتقادي سيلعبون على ورقة الحشد الشعبي وفق محاور متعددة اخطرها هو محاولة تغويله بوجه الكاظمي الذي هو بالمحصلة (الامريكي) وعلى قيادات الحشد الشعبي ان يتقنوا الرقص مع الذئاب وان يخرجوابحرفية مـن دائرة(استراتيجية الغموض) فهي غير نافعة في هذا الوقت وان يعملوا الان على تعزيز موقفهم القانوني بأدوات وخطاب شفاف يؤكد ان الحشد الشعبي جزء من المنظومة الامنية الرسمية العراقية وان لا يتحول الحشد الى حصان طروادة لأشخاص (متاجرين) انتهت صلاحيتهم الشعبية والسياسية.
الحشد الشعبي حالة وطنية عقدية خاصة جدا ولد في ظرف معقد وصعب خضع لمبررات انطولوجية/وجودية محورها الدفاع عن نفسه ضد داعش او سواه كما شار الى ذلك الدكنور محمد البطاط في إشكالية الفتوى وميكانزم الحشد . ومن هنا يجب ان يبتعد الحشد عن/ او تكون له اي علاقة مع اي سياسي فاشل ضمن (منظومة الغمان) الشيعة بكل عناوينهم وان يكون واضحا ان محاولات البعض من هؤلاء الاختباء تحت عباءة الحشد هي لأطالة عمره السياسي او هروب من ملاحقات قانونية متعلقة بهدر المال العام وربما الدماء .
حشد العراق الضمانة الوحيدة ويقيني هو الفرصة الاخيرة لاستمرار وجودنا بعناوينه الوطنية والدينية والانسانية وقد اعلن مرارا انه مؤمن بالعملية السياسية كطريق وحيد لانشاء الدولة ومستقبله وقوته تكمن بترسيخ غطاء قانوني يحميه ويعززه لا بادخاله في متاهات الاستعداء.
* عن الكاتب
حسن عبد الهادي العكيلي
دبلوم عالي/ التخطيط الاستراتيجي
باحث في شؤون هجرة العقول الوطنية
مهتم في الشأن السياسي
مدرب مختص في النماذج الحديثة للتخطيط الاستراتيجي.
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)