المقالات

لماذا التنابز ؟


نحن نخطئ ، نحن نصيب، نحن نعتذر، نحن نتقبل الاعتذار ، ولكن من نحن ومن هم ؟ ظاهرة خطيرة تفشت في الوسط الثقافي بين العراقيين خصوصا والمسلمين عموما غذتها اجندة متمكنة من منصات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية ، استخدام المذهبية والقومية في النعوتات السلبية، بل اصبحت هي المنطق والصح لا يصدق، للاسف الشديد ونحن نعيش في محنة خطيرة تتطلب منا التسامح والتالف والايثار ، فاذا تصدر تصرفات مدروسة ومدسوسة تنال من هذا البلد بكل اطيافه ، وما حادثة عبد الوهاب ومكافحة الارهاب وقوات الاحزاب الا طعنة من اسياد الارهاب ، وبدا الخلط في الانتقاد والتاييد وحتى الشتم والمديح لتتجاوز الى مسميات لا علاقة لها باصل الموضوع.

هنالك عناصر تطوعت للدفاع عن العراق وقاتلت داعش وحررت العراق، وهنالك عناصر استخدمت السلاح في غير محله ، وهنالك اعلام استخدم الحدث استخداما سيئا غايته الفتنة بين العراقيين ، وبطبيعة الحال هنالك مشكلة في العراق لايمكن التغاضي عنها هنالك من يطلق الصواريخ داخل العاصمة بغداد متجاوزا هيبة الدولة وسلطة الحكومة ، وايضا هنالك طيران امريكي لا يعترف بهيبة الدولة وسلطة الحكومة وقتل من لا يرغب هو به ، وهنالك من اصبح الشماعة التي علقت عليها هذه التداعيات الخطيرة ، وفي نفس الوقت الذي تحدث هذه الازمات في شمال العراق ازمة بين بني اردوغان وسكوت بارزان وكأن الاتراك يعبثون في منطقة الفراغ ، لا نحسن التعامل مع الاحداث ونتنابز بالالقاب حسب دوافعنا النفسية .

لماذا نقول من يطلق الصواريخ هي مليشيات تابعة لايران ؟ ولماذا ننتقد مكافحة الارهاب عند القيام بواجباتها ؟ ولماذا يستهدف مكتب احد التشكيلات بهذه الطريقة ، الكل اخطا والكل له الحق وتبقى المعادلة صعبة، لماذا نخلط الاوراق في قضية التجاوز التركي هل جاء عن ضعفنا ام عن اتفاقيات وراء الكواليس ؟ لماذا لايكون هنالك راي موحد بين العراقيين ( كرد عرب ) ضد هذا التجاوز التركي ؟ لماذا عند محنة العراقيين العرب، تناى بنفسها الاحزاب الكردية ؟ ولماذا عندما يُعتدى على المحافظات الشمالية تناى بنفسها بغداد ؟ لماذا تنسب السيئة الى مذهب او ديانة او قومية المسيء ؟ ولله الحمد ان كورونا لم يستطع احد ان ينسبها لمذهب معين او قومية معينة او لحزب معين او مليشيا معينة كما يقولون ؟

في واقعنا الذي نعيش فيه هل هنالك فراغ لان نثير ازمات وينال احدنا من الاخر ؟ لماذا اذا طالبنا بالوئام ، ياتينا الاتهام باقسى الكلام ؟ حدث تافه كاذب يشغل مواقع التواصل الاجتماعي وتظهر تعليقات ومنشورات يؤسف لها بكل ما تحمل الكلمة من معنى للاسف ، وما ان خفت هذه الكذبة حتى تظهر اخرى لتعاود الكرة في المناوشات السيئة، فليحاول اي شخص فيكم ان يراجع المواقع قبل اسبوع واسبوعين وثلاثة اسابيع ليقارن ويتابع موجات الافعال المفتعلة التافهة التي شغلت الراي العام وما هي نتيجتها على المستوى العملي من حيث الايجابية ؟ سيجدها صفر بل زادت من التباعد والشحناء والبغضاء من لا شيء

عندما يسيء اي شخص يقولون شيعي اساء سني اساء كردي اساء ابن المحافظة الفلانية اساء ، وعندما يحسن اي شخص يذكر بالاسم ان فلان احسن ، هذه الثقافة التي نجحت القوى الخبيثة من غرسها في نفوسنا واصبحنا نتداولها بشكل طبيعي دون الالتفات الى نتائجها . انا ادافع عن الشيعي كشيعي وعن السني كسني وعن المسيحي كمسيحي وعن الكردي ككردي ، ولكن لا ادافع عن المخطئ كمخطئ لا علاقة للمسميات والانتماءات لها بذلك .

ولكن اذا كانت هنالك ممن له مكانة سياسية او اجتماعية يتنابز بهذه الالفاظ والمفروض هو اول من ينصح ويُنصح او يعاقِب ويُعاقَب حتى نستطيع ان نغير بوصلة الثقافة الى التسامح والمحبة والالفة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك