المقالات

التضليل الإعلامي  


سرى  العبيدي ||

 

عملية تلاعب بالمعلومة الإعلامية والإعلانية لهدف التأثير والهيمنة على المتلقي (المضَلَل) لتحقيق مقاصد ومصالح الجهة المضلِلَة،.. يقول جوزيف هوبلز وزير الإعلام النازي: أعطني أعلاماً بلا ضمير، أُعطيك شعباً بلا وعي،..

إنه مصداق من مصاديق إعلام التضليل وقدرته على تغيير مسارات التاريخ،.. وعلى هذا الأساس يعرّف باولو فرير المفكر البرازيلي المعروف التضليل الإعلامي على أنه: (أداة قهر، فهو يمثل إحدى الأدوات التي تسعى النخبة من خلالها الى تطويع الجماهير لأهدافها الخاصة، وهذه الأداة القهرية تمنح أقلية قاهرة القدرة التي تحول دون ممارسة الأغلبية وجودها الإنساني).

يشتغل التضليل على مبدأ التعمية لغرض السيطرة المؤدية لقهر إرادة الوعي والإختيار لدى المتلقي عن غير وعي.

والتضليل في الوقت الذي يعمّي على الحقائق فإنه يخلق واقعاً زائفاً أو مفترضاً يريد حمل المتلقي على التفاعل معه خدمة لأهداف الجهة المضلِلَة، وهنا فهو جرم بحق الحقائق الموضوعية كحقائق، وجرم بحق جوهر الإنسان الذي يحول التضليل دون تفعيل قيمه والتزاماته وسياقاته بشكل حر وتلقائي، وجرم بحق التاريخ عندما يخلق التضليل مساراً آخر للتاريخ استناداً الى التفاعل مع الواقع المضلل الذي خلقته عملية التضليل وحملت المضَلَل على التفاعل معه،..

وبهذا يكون التضليل جرم بحق الحقيقة كحقيقة صانعة للتاريخ عندما يتم تحريفها، وجرم بحق جوهر الإنسان الصانع للتاريخ عندما يحول التضليل دون تفاعله الحر الواعي مع الواقع، وجرم بحق التاريخ كتاريخ عندما يصنع التضليل واقعاً تاريخياً غير الذي تصنعه الحقائق قبل التضليل،.. من هنا يكون التضليل عملية تلاعب كبرى ومدنسة هدفها السيطرة والقهر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك