المقالات

الزهاوي والبصير وثورة العشرين ..!  

1468 2020-07-03

د. حسين القاصد || 

 

من الغرابة جدا ان نجد رأيا مدافعا عن الزهاوي يقول : ( وبعد تأسيس الحكم الملكي في العراق رفض عرضا من الملك فيصل الاول أن يكون شاعر البلاط ، وترتبت على حملته القائمة فصله من الوظيفة " في العدلية " ثم دعواته الى المثقفين أن لايبيعوا انفسهم الى الحكومات ) (الزهاوي ، دراسات ونصوص ، جمع واعداد عبد الحميد الرشودي) ، لأن الزهاوي ( عند تأسيس الحكومة العراقية عيّن عضوا في مجلس الاعيان ) ، ولأن طموحاته اكبر ولأن تعيينه في مجلس الاعيان لايمثل منتهى طموحه حيث كان يمني نفسه بأن يكون شاعر البلاط ،أحس بخيبة مساعيه وخاطب نفسه  :

أين عزي في دولة الأتراك أنا مما فقدته أنا  باكي

 ان الزهاوي ركب تيار مصلحته الشخصية بما في ذلك مدحه للانكليز ،  ومادعوته للمثقفين كي لايبيعوا انفسهم للحكام الا دليل على ركضه وراء مصالحه ، فمن يمدح الحكام أفضل واقرب للوطنية ـ بعض الشيء ـ ممن يمدح الاجنبي ، مع ان المديح كله مديح ، وبين المادح والممدوح تكسّب ومكافأة .

     ان التناقض هو السمة الواضحة لمواقف الزهاوي  والا فماذا نسمي مدحه  لـ ( برسي كوكس) الذي وصل الى العراق عام 1920م ، قائلا :

عد للعراق وأصلح منه ما فسدا وابثث به العدل وامنح أهله الرغـدا

الشعب فيه عليك اليوم معتمـد فيما يكون كما قد كــــــــان معتمـــدا

 ثم يأتي موقفه من ثورة العشرين وبين المدافع عنه والمتهم له بتخليه عن الثوار ، ويبدو ان لكل وجهة من وجهات الزهاوي نقادا وكتّابا مدافعين واخرين متفحصين للحقيقة كما هي ؛ فأما المدافعون فهمهم السياسة واشياء اخرى بعيدة عن الأدب والشعر ونقده على وجه الخصوص ، ولا انصع دليلا من ذهاب هلال ناجي خلف الدعوة القومية لانشاء دولة عربية ، غاضا النظر عن قول الزهاوي:" اين عزي في دولة الاتراك" !! .

وامعانا في تقلب الزهاوي وبينما كان ينشر في جريدة محتجبة اسمها "الشرق" كانت لسان حال المندوب السامي ، يردّ عليه شاعر ثورة العشربن محمد مهدي البصير :

اذا كنت تعلم أن الامور مع الدهر لابد ان تنقلب

فمالك تيأس مستسلماً اذا مارأيت ضعيفا غلب

ويعقب ـ أيضا ـ على قول الزهاوي :

النواميس قضت أن      لايعيش الضعفاء

ان من كان ضعيفا أكلته الأقويـــــاء

بقوله :

الكون لاينفك يخفض راية ويعير اخرى في الكفاح رفيفا

هيهات لايبقى القوي مسيطرا فيه ولا يبقى الضعيف ضعيفا

   وهكذا يتضح تقلب مواقف الزهاوي  ، لكي يحقق  تكسبا من نوع اخر وهو الحصول على منصب او وظيفة ، او الحصول على لقب شاعر البلاط .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك