🖋 قاسم سلمان العبودي ||
دأب سلوك حكام آل سعود ، الحط من قدر أي شخص يختلفون معه أيدولوجيا ً . والمنشار الذي رافق فريق التقطيع لجثة أبناء جلدتهم عدنان خاشقجي خير مثال على أنحرافهم السلوكي المثير للأشمئزاز .
أيدلوجياً حكام السعودية يتقاطعون تماماً مع أي فكر أسلامي أصيل بغض النظر عن أنتماء هذا الفكر القومي . أعتقد الرسالة لم تكن بتلك الدرجة من الذكاء بحيث يصعب حل شيفرتها . بل العكس كانت في منتهى السذاجة ، كون السيد السيستاني يشكل المعول الهادم لمشروع آل سعود التكفيري في العراق والمنطقة بأسرها . لذا حاول أقزام الفكر الصحفي أقحام السيد بمهاتره غير محسوبة العواقب ظناً منها أن وصول رئيس وزراء الى دفة الحكم العراقي ، وسلوكه البربري بمهاجمة لواء ٤٥ حشد شعبي ، قد يتحيح لأقلامهم المأجورة التطاول على رموز الدين الأسلامي وقادتها ، وخصوصا رمز بحجم السيد السيستاني .
ربما تراجع الأداء الأسلامي الشيعي بلحاظ العمل السياسي في العراق ، والذي توهم البعض وخصوصاً من لايملكون رجاحة الفكر القويم من أمثال عربان النفط ، أن هؤلاء السياسيين من المكون الشيعي ، قد يمثلون المنظومة المرجعية الشيعية التي أبطلت بفتواها مشاريع آل سعود الداعشية في العراق .
أساءة جريدة الشرق الأوسط ، تأتي ضمن مخطط ستراتيجي مدروس من قبل الموساد الأسرائيلي والسي آي أيه الأمريكي ، لمحاولة التغطية على القرار البرلماني القاضي بأخراج القوات الأمريكية من العراق ، والذي صوت عليه أعضاء البرلمان ( الشيعة ) فقط دون سواهم ، أرضاءاً لأمة قد أوصلتهم الى قبة البرلمان .
أرادت الجريدة ،أيصال فكرة قائمة على أن المكون الشيعي أصبح لقمة سائغة بيد مصطفى الكاظمي ، وفريقه الأمريكي الذي يتحكم بالمفاصل الحيوية للحكومة العراقية . وخصوصاً بعد أن تم أغتيال قادة النصر في بغداد وقت زمن حكومة الرئيس المستقيل عادل عبد المهدي .
ظن حكام آل سعود أن مجيء الكاظمي وفق الرؤية الأمريكية ، هو أنحسار للدور الأقليمي لطهران في بغداد . وهذا الأنحسار الموهوم قد يعطي ضوءاً أخضر لأنفراد واشنطن بالعراق وزجها ضمن صفقة القرن المريبة ، التي تحاول واشنطن تمريرها عبر وكلائها من عربان الخليج ، وبعض المنخرطين في العملية السياسية العراقية من شركاء الوطن .
أنا أعتقد أعتقاداً جازما ، أن أبناء العراق وأبناء المرجعيات الأسلامية بمختلف أتجاهاتهم الفكرية لن يتركوا خندق المقاومة تعبث به واشنطن أو الرياض . لأن الشعب العراقي قد عانى وعلى مدى سنوات طوال من ذلك الثالوث المشؤوم واشنطن والرياض ، ونظام البعث المقبور .
لنا في الماضي عضه ، فلا يتوهم هؤلاء من السذاجة بمكان أن يتخلى الشعب العراقي عن المنجز الذي أعادة له كرامته بعد طول غياب . اليوم العراق على أعتاب الديمقراطية والحرية التي كلفته دماء تفوق الخرف الذهني لآل سعود وصحافته المشبوهه ، منذ تأسيس بلد الحجاز الى يومنا هذا . فلا تتوهموا ونحن الأعلون ، أن شاء الله تعالى .
https://telegram.me/buratha