منهل عبد الأمير المرشدي ||
ذهبت لزيارة الحاج أبو صاحب وهو والد صديقي الدكتور صاحب المعاضيدي وقد وجدته متعبا بعمره الذي تجاوز التسعين سنة لكنه يتمتع بذاكرة قوية ولا زال وطنيا حد النخاع واسع المعرفة يتابع كل صغيرة وكبيرة في الوضع العراقي البائس وما ال اليه حال العراق والأزمة المالية التي يمر بها اغنى بلد في العالم .
قال لي أبو صاحب إنه عندما أراد ان يتزوج بنهاية السبعينات ذهب مع اخوه الكبير الحاج جبر ليستأجّر (كاوليّة) لأحياء حفلة العرس لأنه في تلك الفترة قلّما تشاهد عرسا بدون (شدة أو كاوليّة) فوصلنا الى منطقة سكناهم ودخلنا لأحد بيوت الكاوليّة لأن ابوابهم مفتوحة للجميع فوجدنا رجل كبير صاحب شوارب (يوكّر عليهن الصگر), يرتدي عقال ويدخّن سيكارة الروثمان وبيده أستكان شاي وتجلس حوله مجموعة من الفتيات (الحبايب), هذا الرجل مجرد إن رأى اخي نهض وصاح (شو هذا الرجّال حبيب قلبي جبر) واحتضن أخي بكل انواع القبلات ثم بكى وقال ( خويه جبر ما عرفتني انا خويك وصاحبك كنت وياك بالجيش بحركات الشمال بحرب البرزاني!!! ) وتحولت جلستنا معه الى جلسة سمر سوالف وذكريات وضحك و السمك المسگوف وشاي على الفحم والحبايب رقص وغناء حولنا.
بعد الغداء قال لعمي تفضل انت هنا اليوم ماذا تأمرني انا بالخدمة ؟؟ ويكمل الحاج صاحب حديثه بإن أخوه استحى من صديقه الكاولي فقال له (ولله أني جاي أتفق على حفلة لعرس هذا اخوي بس خاف ما تاخذ مني فلوس ) فقال لنا لا سآخذ منكم ولكن بنصف السعر فانت اخي وصديقي .
فأتفقنا على السعر وعلى يوم العرس على أن يأتي هو ومعه أربعة من (الحبايب). وقبل ان نخرج سأله اخي جبر كيف تدبرّون حالكم خلال شهر محرم وصفر لأن الأعراس تتوقف فقال لنا ( أحنه حاسبين هيج حساب..
فأني متفق وي (الحبايب) عدنا صندوگ نذب بيه نسبة من فلوس الحفلات , بس (التفريعه) للحبايب هذا حقهنّ !! تعرف أني حقّاني وأخاف الله ! ومن يجي (محرم لحد فرحة الزهره) أحنه ناكل من الصندوگ وخير من الله وعايشن ذيچ العيشة !) .
صمت حجي صاحب وقال لي حكوماتنا التعبانة من 2003 لماذا لم تعمل لنا صندوق مثل صندوك الكاولية ولا مذلة (الديون الداخلية والخارجية من صندوق النقد الدولي وشروطه ) ؟ ودع البره زاني براحته والحرامية براحتهم !!!!...
https://telegram.me/buratha