قاسم الغراوي ||
المتابع لعلاقة العراق مع السعوديه يقر بوجود خلافات دائمة والوضع غير مستقر رغم وجود تمثيل دبلوماسي فما هو نوع الخلاف؟
الخلاف مع السعودية ليس سياسيآ فقط وانما طائفيآ بالدرجة الأولى ، بعد سقوط نظام البعث ووصول الشيعة للسلطة وهذا غير مرحب به من قبل السعودية ومن دولا اخرى.
لذا فمنذ نهاية حقبة البعث ولغاية الان والتمثيل الدبلوماسي ضعيفآ ، مرورا بسلسلة الأحداث الدامية المرتبطة بالارهابيين السعوديين (المجاهدين) الذين حصدوا الارواح ومازالوا قابعين في السجون العراقية كدليل إثبات مرورا الى التحريض والاساءة المستمرة من قبل وعاظ السلاطين حيث يصرخ امام الحرم المكي في خطبة له ايام العيد (عليكم بالرافضة ،اللهم انصر المجاهدين في العراق وسوريا وافغانستان) ويقصد بالمجاهدين الدواعش وبالروافض الشيعة وهي دعوة واضحة لقتلهم.
فكيف لايتبع الشارع السعودي هذا الخطاب ويجند الانتحاريين لحصد ارواح الأبرياء في العراق وكيف لايسيء كتابهم وصحفهم للعراقيين ورموزهم.
ان الحقد والضغينه والعداء يجعل مملكة السوء و(عربان الخليج) لاتغادر سياستها العدائيه للعراق، وواهم من يظن بان لهم موقفآ من سياسة السلطه في العراق،وانما يكرهون الروافض(الشيعة) لانهم في هرم السلطة التنفيذية الممثلة للعراق وستبقى هذه السياسة ثابتة طالما يعتقدون ان الحكم شيعيآ.
واليوم تتجاوز صحيفة الشرق الأوسط السعودية وتنال من المرجعيات الدينية ورغم بروز الموقف الاعلامي والشعبي المندد للتدخل السعودي في الشان العراقي والاساءة لرموزها وقادتها الا ان الموقف الرسمي المتمثل بوزارة خارجيتنا ضعيف جدآ ولايرتقي الى مستوى المسؤولية.
والتاريخ يذكرنا بصورة اخرى للتدخلات السعودية في العراق متمثلة في تصرفات وتدخل السفير السعودي علنآ في العراق والتصريحات الرسمية متمثلة بوزير خارجيتها تجاه الحشد الشعبي ومحاولة النيل منه.
الخلاف السعودي عقائديآ مع الشيعة في العراق ولكنه اخذ بعدا سياسيا أيضا بفعل علاقة (الشيعة) في السلطة مع إيران لمواقفها الايجابية في حربنا ضد داعش مما جعل العراق ساحة تصفية الحسابات حينما استعانت السعودية ببقاء القوات الامريكية في المنطقة مقابل اموال ضخمة لتكون بقرة حلوب حسب وصف ترامب.
ويدفع الشعب العراقي الثمن بعدم الاستقرار بفعل الاهتزازات السياسية التي تعصف بالعملية السياسية وغياب الخطاب الوطني بين الفرقاء والاتفاق على كلمة سواء من قبل الكتل السياسية وقادتها مما اضعف السياسة الخارجية للعراق التي لم تتخذ موقفآ واضحآ وقويآ من الدول الإقليمية مثل تركيا التي توغلت في شمال العراق ومن المواقف العدائية للسعودية تجاة العراق وتجاوزاتها المتكررة التي لاتنتهي.
https://telegram.me/buratha