عامر جاسم العيداني ||
تعود الانسان في الوضع الاعتيادي على ممارسة العمل اليومي سواء كان موظفا في المؤسسات الحكومية او القطاع الخاص او العمل الحر على نمط معين ويكون عادة بشكل تراتيبي يومي لا يمكن تغييره بسهولة ، يبدأ من وقت النهوض الصباحي الى نهاية الوقت المحدد من العمل ، وتشكل هذا الوضع في ذهنية الفرد بقالب ثابت يومي غير مدرك ان اي تغير في الحياة يحتم عليه التوقف عن هذه الممارسة اليومية الا ان ينتهي به العمر على التقاعد او العزل عن الوظيفة بسبب المرض او العمر .
واليوم اننا نمر في أزمة حقيقية جعلتنا نتوقف عن العمل الوظيفي في القطاع العام ما عدا الامني والصحي واالجزء الاكبر من القطاع الخاص بسبب جائحة كورونا ودخلنا في فترة الحظر الكامل والعودة الى الحظر الجزئي الذي فرض علينا التباعد وتقليص العمل في المؤسسات الحكومية الى الربع وتعطلت المصالح العامة والذي تسبب باضرار كبيرة في الاقتصاد الوطني وما تبعه من انخفاض اسعار النفط العالمي والذي ادى الى انخفاض الايرادات مما أثر على دفع الاجور للعاملين في القطاع العام .
وهنا يتطلب منا التعايش مع هذا الوضع والعمل على إنجاز الأعمال في البيوت لتسير الحياة والا سوف يظهر لنا وباء الجوع والتشرد والجريمة وزيادة الفقر وتزداد الصعوبات وتضيف للحكومة مشاكل اضافية ، وصعوبة ايجاد الحلول لها في ظل أزمة اقتصادية وسياسية وأمنية تفاقمت تراكميا بسبب سياسات خاطئة لمدة سبعة عشر عاما .
حيث نرى ونسمع ان العالم يتجه الى تغيير نمط العمل من خلف المكاتب الى البيوت وتتجه الكثير من الشركات الى اختبار تجربة العمل عن بُعد بسبب حظر التجوال ويعتبرونه فرصة لادامة عجلة الانتاج وانقاذ اقتصاداتهم من الانهيار او البطء في النمو واستخدموا التقنيات الحديثة في التواصل فيما بينهم من جهة وبين العملاء من جهة اخرى مثل خدمة " تطبيق زوم " لتنظيم العمل واالتواصل وكذلك تنظيم المؤتمرات واللقاءات والتي اصبحت موثوقة لدى جميع من استخدمها .
وبما ان العراق يعيش ازمة اقتصادية حقيقية نتيجة السياسات الاقتصادية الريعية التي اعتمدت على النفط ولم تعمل على بناء اقتصاد انتاجي متعدد الجوانب وتركت الامور تسير وفق اهواء السوق المنفلت غير الموجه ولم يدعم القطاع الخاص دعما حقيقيا ولم يشجع الاستثمار في القطاع الصناعي والزراعي بالاضافة الى توقف جميع مصانع القطاع العام بالاضافة الى عدم دعم القطاع الصناعي الخاص الذي ترك من قبل اصحابه نتيجة السياسات الكمركية وعدم دعم المنتج الوطني .
ندعو المسؤولين إلى توجيه موظفي الدولة العمل على إنجاز مصالح الناس من البيت وان لا يقف هذا الوباء حائلا في طريق البناء والتقدم .. وايضا ان لا يكون هذا التعطيل راحة وجلوس في البيوت والذي يؤدي الى الاسترخاء والكسل وعدم الاهتمام بالمصلحة العامة ، وإنما يجب علينا التحدي والإصرار في استمرار مسيرة الحياة وقهر الوباء ، وان العمل جهاد في سبيل الله ، واعادة بوصلة حركة البناء والعمل بجد والاستفادة من هذا الوباء بعد ان عطل الحياة واعادة توجيه مسارات الاقتصاد بالدعم اللامحدود لكافة القطاعات والنهوض به لانقاذ ما بقي منه وتطويره .
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
صدق الله العلي العظيم
https://telegram.me/buratha