رياض البغدادي ||
هناك تصور وضعه بعض المحللين الكبار في الغرب، ان امريكا تقسم العالم الى ثلاث دوائر او ثلاث مستويات، ومن خلال النظر ملياً في طرق تعامل الولايات المتحدة مع الدول، نكتشف ان هذه المستويات متشكلة على فرضيات مختلفة، فالعالم الاسلامي يقع ضمن مستوى التدمير، والعالم الغربي الاوربي بشكل خاص، هو ضمن مستوى الضبط والتأثير المباشر، والمستوى الوسطي هو مستوى التحكم، وتدخل فيه كل دول العالم التي ليست ضمن مستويات التدمير والضبط ...
ولأجل ان تكون الفكرة واضحة، يمكننا النظر ملياً في نوع السياسة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع العالم الغربي، وسنجد انها تعمل بطريقة الراعي الذي يتحكم في حركة القطيع، وهذا ما يمكننا تشخيصه في سياسة الولايات المتحدة تجاه الدول الاوربية كألمانيا وفرنسا وايطاليا، فهي تضبط حركة الاقتصاد في هذه الدول من خلال استثماراتها في البورصات الاوربية، وكذلك الامن، فهي تضبطه من خلال حلف الناتو، وهذا ينطبق على الوضع السياسي الداخلي في كل دول الغرب من خلال السيطرة على وسائل الاعلام التي يعود لها الفضل في تشكيل الرأي العام.
اما بخصوص العالم الاسلامي، فهو عالم محكوم عليه بالتدمير عاجلاً او آجلاً، لأنه عالم يختزن فكراً يصنفونه خطراً على وجودهم، واستمرار تحكمهم بهذا العالم، فالدين الاسلامي دين حي نشط يختزن قوة جبارة لها القدرة على فرض سيطرتها على العالم بأسره فيما لو توفرت له القيادة العادلة الواعية المخلصة، ولهذا سيبقى العالم الاسلامي في مستوى التدمير بغض النظر عن تباين إعتقاد ابنائه المذهبي بين سنة وشيعة، فهم يجتمعون على الايمان بالقنبلة الكفيلة بإفناء الظلم الغربي وجبروته، فشعار ( لا اله الا الله ) يختزن كل ما يربكهم ويرعبهم، فلا إله للعالم الا الله، ولا شرعَ اقتصادياً الا شرع الله، ولا عدلَ الا عدل الله، ولا قانون الا قانون الله .وهذه المتبنيات لو تم تطبيقها بشكلها الذي نزلت به على النبي الاكرم (ص وآله) ستكون نهاية لكل النظم الوضعية التي أذلت هذا العالم وحولته الى حطام من الفقر والمرض والأمية والظلم والاستبداد ..
اما المستوى الوسطي وهو مستوى التحكم، فهي دول تشكل خطراً على التفرد الذي تتمتع به الولايات المتحدة في التحكم بالعالم، لكنها ليست لها القدرة على إذلال دول هذا المستوى، فضلاً عن تدميرها، لأنها دول قوية ولها القدرة على مواجهة الولايات المتحدة، نعم، ربما لا تستطيع تدمير الولايات المتحدة لكنها قادرة على مواجهة مؤامراتها وتدمير مخططاتها، ومن هذه الدول الصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا وروسيا .. أما ايران فهي من الدول التي قفزت من مستوى التدمير الى مستوى التحكم لانها دولة استوعبت الدرس، وانطلقت في بناء ترسانتها العسكرية وقطعت اشواطاً واسعة في ركب التقدم العلمي والتكنولوجي، فأصبحت دولةً قادرة على مواجهة الولايات المتحدة، ولابد ان تتعامل امريكا معها بندية، وليس بالتعالي والتفوق والتدمير الذي تتعامل به الإدارة الأمريكية مع الدول الاسلامية المتخلفة، كالسعودية ومصر وسورية والعراق وغيرها من البلاد الاسلامية ..
ووفق هذه النظرية السياسية يمكننا تفسير الاحداث التي يمر بها العراق ومنطقة الشرق الاوسط، وعلى اساسها ينبغي للأنسان الواعي ان يفهم ان العداء الايراني الامريكي ليس بالحقيقة عداءً ايرانياً، وانما ايران تصدرت هذا المشروع نيابةً عن العالم الاسلامي بكل شعوبه المستضعفة، وسوف لن ينتهي، وسيستمر مازالت ايران المدافع الوحيد عن العالم الاسلامي وقضاياه المصيرية، ومازالت ايران مستمرة في مد يد العون لكل الشعوب التواقة الى التحرر والاستقلال من الهيمنة الامريكية.
ومن هنا يجب على شريحة الشباب بالذات في العراق ان يفهموا ان امريكا عدوة العراق بشكل مباشر وتسعى الى تدميره .. عليهم ان يرفعوا الغشاوة التي فرضها الاعلام عن عيونهم، لكي يعلموا ان ايران تساعدنا على مواجهة عدونا الامريكي، وليس كما يصور لهم الاعلام ان العراق ساحة تصفيات بين امريكا وايران ..
ايران ليست دولة محتلة من قبل الجيش الامريكي، انما العراق هو الدولة المحتلة المهانة كرامتها بالبسطال الامريكي، العراق الذي ينزف دمه بالاجرام الامريكي اليومي، العراق الذي يُدنس شرفه وحرمة نسائه بنزوات الجنود الامريكيين الذين يمتلئ اليوتوب باعترافاتهم وهم يتكلمون بكل فخر وعنجهية عن عدد النساء العراقيات اللاتي فقدن عذريتهن بنزوات الجنود الامريكيين وليس النساء الايرانيات .. العراق الذي يسرق الامريكان نفطه وضح النهار وليس ايران، العراق الذي تتحكم في سياسته السفارة الامريكية وليس ايران، العراق الذي رفعت امريكا وحلفاؤها علم المثليين في سمائه وليس ايران ... افهموا يا شباب العراق اللعبة، ولا تسمحوا للاعلام الموجه استحماركم، فأنتم ابناؤنا ولا نستطيع تحمل انحرافكم وسيركم الغبي خلف الارادة الامريكية ..
https://telegram.me/buratha