المقالات

إصبع على الجرح تشابه الثور علينا ..  

1607 2020-07-07

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

كان الناس في ارياف جنوب العراق بثلاثينات القرن الماضي من الطيبة والفطرة والبساطة بما لا يمكن وصفه حيث يخرج الرجال مبكرين صباحا الى الحقول للزراعة والسقي فيما يبقى الصغار والفتيان في المضايف لإستقبال الضيوف وتنصرف النساء بعد خلاص شغل البيت ليسبحن في النهر بمكان معزول كأنه مخصص لهن فهو مستور ولا يقترب منه احد من رجال القرية .

في يوم من الأيام كانت بنت شيخ العشيرة الأكبر تسبح مع صاحباتها وعندما انهين السباحة أسرعن على ملابسهن الموجودات على جرف النهر فوجدن ثمة شيء بعثرها او داسها وكانت بنت الشيخ قد أخفت ( صيغتها) مجوهراتها في احدى قطع ملابسها ملفوفة فلم تجدها .

فتوقعن إن لصا ما قد قام بذلك  وعند خرجوهن شاهدن رجل من القرية فريب منهن يدعى مزعل فأتهمنه بسرقة المجوهرات وأخبرت بنت الشيخ والدها فقرر ان يأتي مزعل وأعمامه للفصل العشائري وبعثوا له (كوامة) بإعتباره هو الحرامي . إضطر المسكين مزعل ان يرضخ لطلب الشيخ فلا حول له ولا قوة الا بالرضوخ لما يريد الشيخ وجاء مع اعمامه الى المضيف وبحضور مشايخ المنطقة ورجالها في كعدة الفصل .

 أراد الشيخ  ان يرحب بهم فصاح على واحد من رعيانه وقال له ( تعال وليدي  .. اختار اكبر ثور واذبحه غده لضيوفنه) .

ذهب الراعي وذبح الثور وصلخه فوجد مجوهرات بنت الشيخ في كرشة الثور فجاء مسرعا الى الشيخ وهمس في اذنه ( يا محفوظ ذهبات المحروسة بنتك ماكلهة الثور )  . صمت الشيخ وأسرها في نفسه الى أن  تناولوا الغداء وشربوا الشاي فأراد السيد الذي معهم أن يتحدث عن الفصل وبدأ بالتسابيح والآيات ولكن الشيخ رعاقل وصاحب بخت ووقار قاطع السيد وقام بنصف المضيف وقال ( يا جماعة الخير حچينه مأكله الثور اشربوا الگهوة وتوكلوا على الله  فدوة الكم الذهب ) .

ولأن لكل حكاية ربطاها وارتباطها ودليلها وشاهدها وشهيدها نقول ونسأل ونتسائل في بطن اي ثور نجد أموال العراقيين المنهوبة وهذا الشعب المظلوم والمسكين والمستكين  لا يدري ما يفعل وقد كثر الثيران فتشابه الثور علينا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك