🖋 قاسم سلمان العبودي ||
لم أكن متفائلاً بقدوم السيد مصطفى الكاظمي الى رئاسة الوزراء ، كونه جاء بطريقة بعيدة كل البعد عن الديمقراطية وقانونها الذي أسسه بريمر على الطريقة الأمريكية .
سيرة حياة الرجل لاتدل على سلوك فذ يتمتع به ومن الممكن أن يصل به الى رئاسة دولة بحجم العراق . رسم له جنوده الكيبورديين صورة الرجل السوبرمان ، الذي سيقضي على الفساد الذي ينخر بمفاصل الدولة التي سرقها ( الحكام الشيعة ) من باقي المكونات المسكينة ، التي لاحول لها ولا قوة وسيعيد هيبة الدولة المنهوبة .
تحرك بخطوات أشبه ما تكون فوق رمال متحركة بلا أدنى أتجاه واضح سوى أستفزاز الآخرين بأرزاق عوائلهم التي ( قرموها ) على قياسات أحتياجاتهم التي تتناقص كل شهراً تباعاً بحسب الوضع السياسي المهزوز . ذهب الى دائرة التقاعد العامة ليطمئن المتقاعدين ، فقطعت عنهم رواتبهم بطريقة فجة . ذهب لزيارة الحشد الشعبي ، ثم أرسل جهاز مكافحة الأرهاب لأعتقال مجموعة من أبناء اللواء ٤٥ حشد شعبي !!
الأداء السلبي هو السمه التي رافقت سلوك السيد رئيس الحكومة ، رغم جنوده الألكترونيين ، الذين يلمعون صوره بأحتساب منجزات وهميه لا يمكن أن تقنع حتى الطفل الصغير . من أيقاف رواتب الموظفين ، مروراً بسلوكه المشين مع الحشد ، الى الصمت عن أحتلال القوات التركية لأجزاء في شمال العراق ، الى صمت مطبق عن القرار البرلماني القاضي بأخراج القوات الأمريكية من العراق ، وأنتهاءاً بآخر فضيحة مدوية ، ألا وهي تمديد عمل شركات الهاتف النقال .
خرق قانوني واضح أقدم عليه السيد الكاظمي عندما أجاز تمديد عمل الشركات ذاتها التي أتهمت وعلى مدار سنين طوال بالتهرب الضريبي ، وسوء الخدمات ، فضلاً عن المديونية الكبيرة التي عليها للدولة العراقية . ألا يحق لنا بأعتبارنا متابعين للشأن العراقي أن نضع علامة أستفهام حول هذا التصرف الذي أغاض جميع العراقيين ؟؟ خصوصاً أذا كانت هناك أقاويل بأن حواشي السيد الكاظمي قد تلقت رشى بملايين الدولارات !! أعتقد أن الموضوع لايخلو من شبهة فساد قد وقع بها رئيس الحكومة من حيث يعلم ، أو لا يعلم . كما أن هناك تسريبات عن ظلوع رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان ، مع مؤسس كتلة عراقيون ، عن تلقيهم ( هدايا ) من رؤساء شركات الهاتف النقال ! أذا صحت هذه التسريبات ، أعتقد أن على البرلمان أستجواب السيد الكاظمي ، أو عليه دحض هذه التسريبات من قبل جهازه الأداري ، وعدم الصمت أمام الشعب الذي يراقب .
أتمنى الأهتمام بما ألزمت به نفسك أمام البرلمان ليلة منحك الثقه ، والأيفاء بتعهداتك التي قطعتها على نفسك ببرنامجك الذي أعلنت عنه . كما أتمنى أن لا تسقط مبكرا ، تحت ضغط رجال الدولة العميقة التي تدير العراق منذ ١٧ عاما .
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha