سجاد العسكري ||
عندما تكون ثقافتنا وديننا وقيمنا لها بديل في ساحة المواجهة الحضارية فاعلم ان الوسائل والأساليب المؤثرة عبارة عن وعي معلب.
نعم هذا ما عرفته عن مؤسسات و منظمات وشخصيات قد تكون دولية او محلية تحاول خداع الناس او الشباب او شريحة ما من مجتمع ,وتجعل منهم اتباع مطيعين يتغلغلون بين الشعوب وحكوماتها يتم تمكينهم عبر اتباع سابقين لتنفيذ مخططات تم الاعداد لها مسبقا ,فقد تكون مجهولة عند عموم الناس , ومعلومة عند البعض ,ومسكوت عنها عند البعض الأخر .
وبسبب التطور الحاصل في مختلف المجالات ومنها النت ومواقع التواصل جعل العالم بين يديك ,وجعل التواصل سهل يسير ,كما جعل الأفكار والنظريات والشعارات التي تطرح تصل الى الجميع أينما كان موقعهم من الأرض المستديرة ,لتؤثر بهم سلبا او ايجابا كلا حسب قابلياته واستيعابه – وعيه – وغالبا ماتكون المادة المطروحة هي ليست علمية بل تستهدف نقص الشعوب وحرمانهم من مقومات الحياة البسيطة, ليأتي الغرب المتوحش يروج لأفكاره البراقة ليتمكن من افتراس ثقافة وقيم هذه الشعوب ويطرح بديل لايتناسب مع الارث الثقافي لها فيهدمه ويقيم ثقافة اصلها التعامل المادي البحت ,ليضرب منظومة العلاقات وروابطها ومشتراكاتها ثم يفتتها لتكون هشة يسهل هدمها وتركيبها انى شاء.
عادة ما يتأثر بنظريات وافكار المتوحشون الشريحة الاكبر والنصيب الاوفر الشباب , فالمتوحشون الذين لايملكون الرحمة الا على الحيوانات امثالهم ليظهروا اعلاميا انهم جوهر الانسانية , اما مايتعرض له البشر الظلم والقتل والتهجير والتفجير يأتي التأني لأنهم بحاجة الى دراسة وترفع تقارير بالرغم ان المقتول والمهجر والمظلوم بحاجة الى من يلتفت اليه وينقذه ذلك لأنه بحاجة ماسة كحاجتهم الى الاوكسجين , فتموت بشكل بطيء الى ان يصدر قرار اممي سلبا اوايجابا؟! هذه هي حقيقة الوعي المتوحش.
فعند التاثير على شريحة الشباب الذين يتمردون على ثقافتهم ودينهم وقيمهم , ويفتقدون الى التفكير العقلي والمنطقي اتجاه الحياة والوقائع التي تحدث في العالم , بالتأكيد ستنقض عليهم افكار الغرب المتوحش , ويتم تصدير وعي معلب لأبناءنا وشبابنا ومجتمعنا وحتى من بيده جزء من القرار سياسي او اقتصادي...
الوعي المعلب الذي تديره وحوش بشرية التي كل لسانها بمفهوم الإنسانية ,وهو بعيد كل البعد عن اعرافنا ثقافتنا ديننا قيمنا المكتسبة من ارث حضاري عميق , لأستبداله بثقافة هشة تطغى عليها المادية المقيتة , فعند ذهاب زخرفها ستعيش المجتمعات كقطيع يرعاه الذئاب.
https://telegram.me/buratha