جمعة العطواني ||
من حق الكثير عندما يستغرب التركيز على الحشدِ الشعبي، سواء بالإشادة بمنجزاته، او باستهدافه من قبل الاعداء.
وربما غير مستغرب الاستفهام او التساؤل المشروع من قبل هذا البعض، فهم يقولون ان قواتنا المسلحة مشتركة حققت الانتصار على داعش الإرهابي ، فلماذا التركيز على الحشدِ دون غيره من مؤسساتِنا العسكرية ؟
اولا: ان ابناء قواتنا المسلحة هم أبناؤنا بلا ادنى شك، ولا مزايدة في ذلك، فهم اخوة الحشدِ، وينحدرون من نفس المحافظات العراقية التي ينحدر منها الحشدِ ، بل من نفس البيت الواحد.
ثانيا: عندما شن الآخرون حملاتهم التسقيطية لتشويه سمعة الجيش العراقي، كانت مواقفنا في الدفاع عن الجيش لا تقل عن دفاعنا عن الحشدِ اليوم.
ثالثا: الحشد الشعبي يتعرض هذه الايام الى حملة اعلامية منظمة لا تقل عن حملتهم على الجيش قبل عام٢٠١٤، فيجب الوقوف معهم كما وقفنا مع جيشنا البطل.
رابعا : في هذه اللحظة التي نحن فيها، إذ نستحضر الذكرى السنوية الثالثة لتحرير الموصل، والتي بها حقق العراق انتصاره التاريخي على الارهاب، يخوض حشدنا الشعبي معارك في جبهات اخرى لملاحقة ما تبقى من فلول الارهاب الداعشي وخلاياه النائمة، ولا زال بمعيّة قواتنا المسلحة يقدمون الشهداء تلو الشهداءِ ، لكن هناك ( حول) لدى البعض او( عشو) سياسي عندما يغضون النظر عن تلك التضحيات دو تغطية او إشارة او اشادة في بياناتهم او وسائل اعلامهم، فهم في شمال ديالى وصولا الى حوض حمرين، مرورا بالمنافذ الحدودية يتعقبون الارهابيين كذلك يجففون منابع الفساد في المنافذ.
رابعا: وهذه هي ميزة الحشدِ الشعبي عن سائر قواتنا المسلحة، فقد تجد جيشا يحقق انتصارات في جبهات القتال، وهذه ميزة تسجل للجيش، وقد تجد جيشنا (الابيض) يكافح جائحة كورونا ويقدم التضحيات، وهذه ميزة تسجل لصالح ابطال وزارة الصحة من أطباء وكوادر طبية، وقد تجد المؤسسات المختصة تقوم بعمليات إنقاذ عندما يتعرض البلد الى كوارث من فيضانات او غيرها ، وقد تجد قواتنا الامنية تلاحق عصابات الفساد والمخدرات في المنافذ الحدوديةِ .
لكن عندما تجد قوة عسكرية مثل ابطال الحشدِ الشعبي، يقاتلون الارهاب دون هوادة، ويطاردون فلولهم دون كلل او تقاعس بسبب حرٍ او برد، وفِي القوت نفسه يقومون بمشاركة جيشنا الابيض بتقديم المساعدات الطبية واللوجستية من بنا مستشفيات وتعفير المناطق في جبهة جائحة كورونا، كما قدموا كل المساعدات في ايام الفيضانات التي هددت بعض المحافظات بجهد هندسي كبير، ويشاركون قواتنا الامنية في المنافذ الحدودية لتجفيف الفسادِ والمخدرات .
هذه الاسباب مجتمعةً بالاضافةِ الى الاستهداف المقصود من قبل البعض سواء كانت دول محاورة او شخصياتٍ سياسية، دون ان تؤثر على معنويات رجال الحشدِ ، يجعلنا نقف اجلالا وتقديرا لهذه الجهود الاستثنائية بعضها خارج تخصصهم العسكري ، وفِي هذا الظرف الاستثنائي، سياسيا واقتصاديا وصحيا.
تحيةَ تقديرٍ وعرفانٍ لرجال الحشدِ والقوات المسلحة وهم يقاتلون الارهاب ويلاحقون فلوله.
تحية عرفان لرجال الحشدِ وهم يشاركون الجيش الابيض في تقديم الخدمات الصحية لابناء العراق.
وتحية لهم وهم يسمعون ( نعيق) الأصوات الشاذة ولا يكترثون فيها.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)