منهل عبد الأمير المرشدي||
في زمن التفاضل في الموت بين من مات بالسكتة القلبية او بحادث سير او رصاصة غدر او غيره فيجتمع حوله احبته وينعوه ويشيعوه فيحضرون جنازته ويدفنون جسده وبين من مات لاصابته في كورونا فلا يدفن كما يدفن الميتون ولا يشيع كما يشيعون ..
ها انت أيها الرجل النبيل تغادر اهلك ومحبيك ومنبر صوتك مبكرا بعد أن توقف نبض قلبك الذي أرسلته واتعبته في قول الحق ولا شيء غير الحق بعدما سكتت افواه الآخرين وبعدما صدحت بلسانك في قول الصدق بعد أن كثر الكذابين وتمادوا في الزور والضلالة والبهتان ..
استاذي وصديقي الدكتور جاسب الموسوي .. ربما في زمن التفاضل بالموت يحسدك البعض انك تموت بالسكتة القلبية وليس بالكورونا اللعين الذي أخذ منا احبابا كثير .
لكنني اقولها واعترف بها اني حزنت لموتك كثيرا ودمعت عيني وضاقت بي الدنيا وانا ارى رحيلك المفاجئ بلا وداع وفراغك الكبير بلا وجود من يملأه وصدى مفردات التأريخ الناصع الصادم لأبواق الفتنة والكذب والزيف التي تعودنا ان نسمعها منك وننتظرها منك وانت تطل علينا عبر شاشة قناة العهد او بين طلابك في الجامعة .. سيدي الكريم الشجاع الأبي النقي عذرا فقد رحلت مبكرا وليس لنا الا نرضى بقضاء الله وقدره فهو جل وعلا لا يحمد على مكروه سواه وانا لله وانا اليه راجعون .
نعم سيدي الموسوي موتك خسارة كبيرة ورحيلك المبكر إلى رحمة الله الواسعة ترك في القلب حزنا وأسى فلم تكن انت الباحث التأريخي والموسوعي الكبير والأستاذ الجامعي فحسب إنما كنت صوتا يصدح في أغوار الحقيقة ويثبت أركان الحق ويزيل غبار الزيف والبطلان عما لحق بالتأريخ العربي الإسلامي من دغش وتغليس وتدليس وافتراء .
صوتا لا ولم ولن يعوض بسهولة وسيترك في الوسط الثقافي والأكاديمي فراغا كبيرا . الموت حق والقبر حق ولا راد لإرادة الله وانت أيها الرجل النبيل ستؤجر بثواب ثباتك وموقفك الذي اعتدنا أن نراك فيه منبرا للحق والحقيقة عاشقا لمنهج ال بيت المصطفى عليهم الصلاة والسلام شجاعا أبيا لا تخشى في قول الحق لومة لائم .
مفرداتك وبحوثك وحبك لآل البيت عليهم السلام ستنير قبرك وتفتح لك ابواب الجنان في رحمة رب العالمين وهو ارحم الراحمين . سيدي الراحل لقد أهديتك صلاة وحشة القبور رغم اني اعرف انك غني عنها فقبرك برحمة ربك رضوانه روضة من رياض الجنة .. ألهم الله ذويك وايانا ومحبيك صبرا وسلوانا وانا لله وانا اليه راجعون ..
الفاتحة ..
https://telegram.me/buratha