قاسم الغراوي / محلل سياسي ||
يفتح البرلمان العراقي، ملف الطاقة الكهربائية في البلاد، على وقع احتجاجات شعبية تندد بالقطع المستمر للتيار الكهربائي منذ2006 لغاية الآن بالرغم من رصد اموال هائلة بلغت 65 مليار دولار لكن دون جدوى.
شكلت اللجنة بضغط التظاهرات الشعبية الواسعة في محافظات الوسط والجنوب التي عانت انقطاعا مستمرا مع اشتداد الصيف ووصول درجات الحرارة الى نصف درجة الغليان.
وأصبح من المعتاد أن ينطلق الشارع العراقي كلّ صيف في التعبير عن الغضب من سوء الخدمات.
ان التلكوء الواضح في توفير الطاقة الكهربائية يخضع لاعتبارات كثيرة في وزارة الكهرباء التي تتنافس عليها الاحزاب لنيلها والذين تعاقبوا على إدارة هذا الملف، هم من الكتل السياسية التي يمثلها البرلمان، وبالتالي من الصعوبة على القوى السياسية إدانة نفسها، وفتح ملفات وزرائها السابقين بالرغم من وجود هذه الملفات وطرحها في هيئة النزاهة.
البرلمان عليه ان يؤدي عمله بالشكل المطلوب بعيدا عن التجاذبات السياسية كونه جهة رقابية وتشريعية ، خاصة في ملف مثل الطاقة، والمفروض ان اللجنة بعيدة عن المحسوبية وغيرها، وستفتح ملفات كبيرة، لمعرفة المقصرين، وليس بالضرورة أن يكونوا وزراء، فربما من المدراء العامين، أو مسؤولي التعاقدات وغيرهم.
لا اعتقد أن اللجنة يُنتظر منها حل مشكلة الطاقة في العراق، لكن هدفها الأساس هو تشخيص الخلل، وفتح العقود المالية التي وُقعت على مدار السنوات الماضية، وكشف الوهمية منها، حيث أنفق العراق على هذا الملف نحو 65 مليار دولار دون تطور في منظومة الكهرباء.
هناك فساد تراكمي، ليس في وزارة الكهرباء فقط بل في المنظومة السياسية الحاكمة قبضتها على كافة الوزارات التي فشلت بدورها في تقديم الخدمات لابناء الشعب العراقي.
إذا لم يتم الاستجابة للمطالبة بتحسين الكهرباء، سيتّسع مدى هذه التظاهرات لتشمل جميع الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية على وجه العموم، وصولا إلى رفع شعارات مناوئة للعملية السياسية برمّتها وللنظام القائم كما شهدنا ذلك في تظاهرات أكتوبر الماضي.
نتمنى (وما أكثر أمنياتنا) أن تنجح هذه اللجنة لانها ستعيد النظرة الإيجابية للبرلمان كجهة رقابية فعالة، وسيشكل دعما للقضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق من دمر العراقيين بالنار والقيظ، فهذه الجرائم توازي الجرائم الإرهابية، ولا تسقط بالتقادم، ويمكن استرجاع الأموال المهربة، وكذلك المطلوبين في الخارج لينالوا جزاءهم العادل
https://telegram.me/buratha