قاسم الغراوي ||
استطاعت حكومات دولا فقيرة ودولا نالت استقلالها ودولا بامكانياتها المتواضعة ان تبني بلدانها ، وان تعمل بما هو ممكن لتتجاوز محنتها وفقرها وتحفظ كرامة شعبها وتدرء عنه المخاطر.
ان استقرار هذه الدول والنهوض بالتنمية فيها والحفاظ على ثرواتها وصيانة مالها العام واحترام مؤسساتها الدستورية وقوانينها انما يتجسد من خلال انتخاب افرادا يحترمون تاريخ بلدهم ويجاهدون من اجل شعبهم وان اول الخطوات التي ينالون فيها ثقة شعبهم هو ماتقدمه الحكومة وتعمل عليه وفقا للصالح العام ، واولها ضرب حيتان الفساد اينما كانت ونشر العدالة والعناية القصوى بالثقافة والتعليم .
تناولت وسائل التواصل الاجتماعي والنشطاء الافارقة والصحف موضوعآ رئيسيآ الا وهو ما فعله رئيس تنزانيا ( جون ماغوفولي ) حيث قام بطرد 10 آلاف موظف بسبب "التزوير"..
لكن من هو "جون بومبي ماغوفولي"؟
"جون بومبي ماغوفولي" رئيس تنزانيا قاهر الفساد في بلاده، هو حاصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء وبدا كأستاذ في الثانوية ثم خدم مع شركة صناعية قبل ان يدخل عالم السياسة.
وبعد انتخابه في أكتوبر تشرين الأول 2015 كانت اولى خطواته اقالت عدة مسؤولين بارزين من بينهم رئيس جهاز مكافحة الفساد ورئيس مصلحة الضرائب ومسؤول بارز في السكك الحديدية ورئيس هيئة الموانئ في إطار حملة أوسع لمكافحة الفساد.
اوقف الاحتفالات الرسمية في يوم الاستقلال (لكي لا يخسر الدوله) أي صرف وحولها لمحاربة وباء الكوليرا انذاك .
قلص عدد الوزراء من 30 وزير في الحكومة ل 19 وزيرآ ، وطلب من جميع الوزراء الكشف على أرصدتهم وممتلكاتهم ، وهدد بإقالة أي وزير لا يكشف عن حسابه أو يرفض ان يوقع على تعهد بالنزاهة.
منع جميع سفريات المسؤولين للخارج بغير ترخيص مباشر منه، حيث يرى في نظره أن هؤلاء المسؤولين عليهم أن يهتموا بالمشاكل الداخلية ، أما السفراء فعليهم أن يهتموا بها في الخارج ، كما منع المسؤولين في الحكومة من السفر في الدرجة ألاولى في الطائرات.
منع اللقاءات والندوات الحكوميه التي تقام في الفنادق وفي لقاء الكومنولث أرسل 4 من المسؤولين فقط ليمثلوا البلاد بدل 50 كانوا في الكشف جاهزين للسفر .
في زيارة مفاجئة قام بها للمستشفى الرئيسي في الدولة ، وجد المرضى يفترشون الأرض ، ووجد أيضا (آلاجهزه الطبية معطله) ، فعزل جميع المسؤولين في المستشفى ، وأعطى مهلة اسبوعين للإدارة الجديدة للنهوض بواقع الخدمات الطبية والصحية ، وفي غضون ثلاثة أيام فقط تم تصليح كل شي.
قلل من ميزانية الصرف في حفل إفتتاح البرلمان الجديد من 100 ألف دولار ل 7 آلاف دولار و حول هذه المبالغ لتكمله نواقص المعدات الصحيه بالمستشفى الرئيسي للبلاد.
أرسل رئيس الوزراء ممن يثق في نزاهته في تفتيش مفاجئ لميناء دار السلام ، واكتشف وجود تجاوزات ضريبية واختلاسات بلغت 40 مليون دولار من العائدات، فأمر بإعتقال رئيس الديوان في تنزانيا مع خمسة من كبار مساعديه ، وبدا تحقيق جنائي معهم .
أمر بجمع جميع عربات ( 4x4)التابعه ل الدولة وباعها في المزاد العلني ، وعوضهم بسيارات تويوتا ڤيتز.
ماغوفولي تمت تسميته بالبولدوزر (الجرافة) حيث كان همه الشاغل ( اجتثاث ومحاربة الفساد في تنزانيا منذ اليوم الأول في السلطة كما وعد في الحملة الإنتخابية ، بدون ان يقول عفا الله عما سلف.اللهم سلط علينا مثل ماغوفولي كما سلطته على تنزانيا فقد عجزنا عن الكتابة والتظاهر ومابقي في جعبتنا الا الدعاء واشياء اخرى ....اعزائي القراء:
ما رايكم في البلدوزر ؟.
https://telegram.me/buratha