كندي الزهيري ||
اجتمع حكيمان في موضوع الانسان ،وتحديد القيم عبر النصح وميزان الإنسانية.
فقرر كل واحد منهما ان يقول ما في داخله في هذا الموضوع ،على أن يكون الجواب من واقع وتجربة .
فقال أحدهما وهو ناصح الانسان:- ساعات عمرك محدودة وستنقضي ،فصحى الايامك يا إنسان، ما الايام الا لحظات وتنقضي فتقادر هذا العالم بثوان ، لا تغرق نفسك في المذلة والهوان والذنوب، وتلهيك الدنيا عن مسارك الحقيقي الذي يجب ان تسير فيه ، ولا تجحد معروفا فتقطع سبيل، أو تقابل الجميل بالنكران فذلك يعد نقص في نفسك يا انسان، او تضمر شر النفوس الأهل أو العائلة والرفيق، أو تحاول ان تقول لا ادري بعد الاساءة ، تتجاهل بأن ضميرك وذاتك تهوى فهذا ليس ذكاء. او تقاطع خل بلا سبب ولا تجعل له الف العذر هذا يعد جفاء يا انسان .واعلم يا انسان بأن السوء يعود إلى صاحبه فيحيط فيه البلاء. واعلم بأن حياتك هي اختيارك ،تحكمها افعالك بين عقلك وقلبك فحسن الاختيار وعرف اي حياة تناسبك كنسان. واخلاقك سر نجاحك مع كل خطوة تخطوها تنجيك من الانهيار. هي رحمة بالعطاء سعادة تمنحها بدون اي اعتبار،وايمانك في يقينك بأن ما تغرسه هو نفسه ما تجنيه غدا من ثمار ، فكر وتأمل وتذكر ما هدفك في الحياة ،أصنع معروفة يكفيك سوء النهايات . وعلم بأن الكلام سهم يطلقه السان فتجنب الإهانات. ورقى عن فعل الدناءة ورمي الاتهامات. كن فرحا تنسي هما تحيى نبض القلوب الناس وتعيش ملك فيها، ونشر حبا يبري سقما يمحي كل الندوب الايام . ومنح أمل وبذل جهدا مهما كانت الظروف، فالشمس بدفئها تعود وان طال الغروب. وعلم بالعلم نسموا للعلا نرتقي بعزة وشموخ كجبال. نهدي المحبة ونرجو الوئام. وحذر من زوال صفاء روحك،وبلاخلاق ابني اجيال تحكي عن افعالك يا إنسان.
قال الحكيم الاخر:- أيها الانسان لا تسلم قلبك للدنيا وانت معصب العينين، ان فعلت ذلك فستكون مشيت نحو الفخ بقدميك!، في ذلك الحين ستفقد روحك من دون فائدة. أيها الانسان انت السبب في كل خصام وزعل وصلح ،لا تؤذي الجميع لأنه ذلك مرض سيعود عليك ذات يوم، رغم كل ما تفعل انظر كم انت عزيز عند آلله عز وجل.
ايها الانسان انت مكرم عند رحمن رحيم وانت الأضعف بين المخلوقين ، جرح بسيط يجعلك تنهار وتيأس!. قسم بمن نفخ فيك من روح ،نفسك الم ليس لها علاج غير تأديب. يا حضرة القافل عن الأيام ،انت ذلك الحزن المستمر والمشهور في نفسك وافعالك. هو مؤلم الانك لا تريد أن تعالج نفسك فتؤذي من حولك فتخسر ساعاتك. تأتي وتذهب بلسانك من دون فائدة فتخسر عمرك. يا أيها الإنسان يا ملك العذاب ،لا يمكن لقلبك المسكين ان يتحمل ذنوب نفسك ما لم تهزمها. يريد قلبك ان يرى رحمة الحياة وجمالها، هكذا هو المسار الصحيح ،فلا تجعله مظلم كقطع الليل ، مع ذلك الإحسان كم هو جميل أن كان نابع من القلب. يا ايها الانسان أناديك ايوه الغافل ،في البداية تسحبك الدنيا في زاوية واحدة وهي الحاجة. ثم تقويك وتسحبك في مستنقع الذنوب والغفلة، ايها الانسان شم جمال روحك وصنع جمال في عبادتك له لتنال طيبة ايامك في هذه الدنيا .العبرة منها ان تحمل زاد التقوى بدل حمل الذنوب ،فهل انت مستعد ام لا زلت غافل يا انسان !!..
https://telegram.me/buratha