لم يتصور الشعب العراقي يوما ان تنوعه الديني والمذهبي والقومي سيتحول الى تقسيم سياسي ، فما علاقة الادارة والسياسة بدين المواطن ومذهبه وقوميته ؟ الناس يحملون جنسية بلد واحد والسلام ، ونظرية الحقوق الدينية أو الوضعية لاتميز الناس لانتماءاتهم الثانوية ، فالدولة دولة الانسان ، لكن عشاق الكراسي يفعلون العجائب لتحقيق مصالحهم ، والدول التي تقسمت وتشرذمت كانت ضحية لشعار (حراس المكونات) يتكلم السياسي باسم المكون ويتباكى عليه لكن دموعه للمنصب والأمتيازات ، صديق مظلوم زار زعيما مكوناتيا لحل مشكلته ، لكنه عاد مذهولا وقال : استقبلني باحترام وعندما عرف مظلوميتي اجهش بالبكاء ، قلت : هل بكى كثيرا؟ قال : بكى حوالي ربع استكان ، قلت : وما هي النتيجة؟ قال : خاطبني مختنقا بعبرته فقال: اعذرني ابني لا استطيع التدخل ثم طردني بالقول : عفوا عندي اجتماع الآن ! ولو دققت في اوضاع كل مكون عراقي لوجدت ان حراسه هم سبب بؤسه ، فهل رأيتم سياسيا شيعيا نفع الشيعة او سياسيا كرديا نفع الكرد او سياسيا سنيا نفع السنة؟ ثم انكشفت اللعبة عندما اصبح حراس المكون الواحد يتنازعون على المنافع وتنشق احزابهم ، الغريب ان حراس المكونات متساوون في الثروة والامتيازات ومتساوون في تهمة الفساد والفشل ، واغلبهم متساوون في تأييد مكافحة الفساد علنا ورفضه سرا ، وبينهم حالات تعاون سرية فتجد ملف فساد واحد كبير يشترك فيه المسؤول العربي والكردي والسني والشيعي شراكة اخوية وهم بذلك يحققون الوحدة الوطنية! بينما يتشارك سكان هذا البلد من كل المكونات في البؤس والظلم والاهمال ، وبذلك يحقق الشعب وحدته الوطنية بتشابه الأحوال! ولا يوجد فرق بين البؤس الشيعي والبؤس السني والبؤس الكردي او التركماني او المسيحي ، اوهام المكونات والمحاصصة صنعت رعيلا من الاباطرة المتحدين ، وصنعت شعبا دائخا نسي المواطن فيه من اي مكون هو ليعيش وحدة المعاناة الوطنية. تقسيم الشعب الى مكونات احد الأوهام الذكية؟ ومطلب سلطوي شرعه الاحتلال بقوة ونفذه عشاق السلطة بدقة ؟
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha