المقالات

أميركا مِنَ الهمسِ إلى الصُّراخ  


حازم أحمد ||

 

لم تكن أميركا لتكلِّف نفسها عناء التوجيه من قِبَلها قصدًا للحكومات في غرب آسيا، وحتى الصين ذلك العملاق الذي كان يعشق مناخ التساكن، كانت أميركا تكتفي بالهمس إلى السعودية أو الإمارات أو قطر - ما بعد صدام حسين - لتحدث التغييرات (رياحًا وسفنًا) حسب شهية البيت الأبيض العنصري في أي دولة من الوطن العربي وغرب آسيا.

حتى إذا اقترب الأميركي من مِنطقة اسمها إيران، عمرها أكثر من سبعة آلاف عام من الحضارة والتجارب والفن والعِمارة والديانات والتنوّع والتعدد...

نعم، وضعها الأميركي بين فكّي كمّاشة العراق - أفغانستان؛ لكنه كان قد جازف كثيرًا بوصوله قرب حدودها غير المكتشفة.

بدأ الأميركي يغوص في مستنقع تلك الحدود المزيجية، والإيراني ينتظر اللحظة المناسبة لينقضَّ عليه بخبرته العميقة، بعد أن عانى جسد الأميركي من وجع الضربات المُركزة التي تدفعه للغوص أكثر، لكن الأميركي أفلَتَ بحبل نجاة عراقي وغادر عام 2011.

حتى إذا عاد الأميركي مرة أخرى بذريعة مكافحة الإرهاب (الإرهاب الأميركي)، ومن هنا نهضت المقاومة الإسلامية بأوجّها، وتمدَّدَتْ محيطة بهيبة الأميركي قضمًا، بعد التجارب الميدانية منذ 2003 حتى هذه اللحظة (زيارة وزير الخارجية الإيراني: د. جواد ظريف) وصلت أميركا مرحلة أن عليها تنفيذ كل شيء بنفسها.

الرئيس الأميركي اليوم يكتب التغريدات باللغة الفارسية على تويتر، يتصيّد أي حدثٍ داخل إيران مهما كان صغيرًا ليلحِّنَ عليه أغنيةً ما!، التوجيهات الأميركية تجاوزت وكلاءها في الخليج وعبَرَت بنفسها لتخرج من بين جدران السفارة الأميركية في بغداد، والقنصلية الأميركية في البصرة، وكل قِوى المقاومة تهزأ بأميركا وتقول لها (كلا، وألف لا)

عملاق مناخ التساكن الصيني نهض ليعلن بداية الإعصار الاقتصادي وهو المتحكم بهذا الإعصار، روسيا التي كانت منكفئةً على حدودها وأمنها الإقليمي؛ نهضت وحلَّقَت كطائر العنقاء نحو حوض المتوسط لتأخذ مكانها، مجلس الأمن الدولي صار يتمرد على الإرادة الأميركية بأربعة أعضاء دائمي العضوية لصالح إيران، حصارات فنزويلا كسرتها إيران، قانون قيصر كسرته المقاومة، تجهيز وزارة الدفاع السورية بالمنظومات الدفاعية الجوية الإيرانية يُعَدّ أكبر خطوات التحدي في وجه المحور الأميركي، والعقود الصينية والروسية قادمة، إنه عالم جديد لا تقوده أميركا.

زيارة الدكتور جواد ظريف للعراق ترتب عليها هزيمة مدوية للسعودية المتربِّصة والمتأبِّطة شرًا، وزيارة رئيس الوزراء العراقي إلى طهران هي صفعة أخرى لوجه الأميركي فرضتها توازنات المقاومة؛ إذ تقدَّمَت الجمهورية الإسلامية على المحور الأميركي، أميركا اليوم تصرخ فقط، وهي تتقزَّم وتضيع في تُخمة الرمال للمقاومة الإسلامية، ودول الممانعة في العالم.

ونحن في استباق وتسطير انتصارات حتى الانتخابات الأميركية، وحلول تشرين الأول حيث انتهاء عصر الحظر التسليحي الأميركي ضد الجمهورية الإسلامية، بعد مرحلة الهمس جاءت مرحلة الصراخ؛ ومِنْ ثَمَّ مرحلة الخَرَس الأميركي الحتمية.

والحمد لله ربِّ العالمين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك