المقالات

ايران .. العدو الافتراضي ؟


    رياض البغدادي||

يعيش الانسان في حياته الاجتماعية محاطا  بالكثير من الاعداء منهم المفترضين ومنهم الاعداء الحقيقيين ويتنقل بين محاربتهم ومواجهتهم بحسب اهوائه ومصالحه الشخصية تارة او تأمين المصالح العامة للمجتمع تارة اخرى ، ونقصد هنا بالعدو الافتراضي هو العدو الغير حقيقي الذي يفترض وجوده اصحاب المصالح لتبرير تصرفاتهم العدائية تجاهه او لتبرير هروبهم من مواجهة العدو الحقيقي الذي لا يرون مواجهته تؤمن مصالحهم الشخصية او الفئوية المشبوهه . لايوجد مسلم اوعربي واحد يجادل في مصيرية القضية الفلسطينية ومركزيتها ولأجلها ظهر العداء العقائدي الذي يحمله المسلم تجاه الصهاينة المغتصبين للارض العربية في فلسطين ، وهناك وحدة شعبية وعقائدية تامه يشعر بها كل مسلم في ان الصهاينة هم العدو الحقيقي لهذه الامة .... لكن ..!! هل هذا هو حقا ما يرتكز عليه الاعلام العربي والاسلامي ؟ الذي يٌفترض به انه لسان حال الامة وانه يحمل معاناتها ويوصل صوتها الى باقي شعوب الارض ومحافلهم السياسية والاجتماعية  ؟!!  ام انه يفترض لنا اعداء ويسّوق لنا مواجهتم ؟؟ هذا هو بكل أسف واقع الاعلام العربي الذي يدعي انه ( حر ) والاعلام الرسمي لاغلب حكومات الدول العربية ، وياليت الامر يقف عند هذا الحد لكان هينا افتضاحه ، بل انساق الى هذا التزييف المتعمد بقصد او من غبر قصد الكثير من المثقفين الذين يفترض بهم انهم الاذن الواعية لمجتمعاتهم والمؤتمنين على عقول اممهم والمسؤلين امام التأريخ الذي سوف لا يرحم احدا ساهم في تأخر الامه وهزيمتها لا سامح الله . من منا يستطيع ان يزايد الايرانيين على عدائهم للصهاينه ؟  وهل غير الايرانيين استطاع ان يواجه اسرائيل للثلاثين سنة السابقة من عمر الصراع ؟ من حارب اسرائيل في جنوب لبنان ؟ ومن وقف وساند ودعم المقاومة اللبنانية في حربها الدائمة مع اسرائيل ؟ من الذي رسّخ في نفوس المسلمين وعقولهم وضمائرهم ثقافة المقاومة والجهاد ضد اسرائيل؟ من دعم وساند الفصائل الفلسطينية المجاهدة في غزة ؟ وبأي سلاح واجهت هذا العدو ( الغول ) الذي انكشف ضعفه وهزاله امام الصواريخ الايرانية التي فرضت واقعا جديدا في فلسطين بعد ان فرضته في لبنان من قبل ؟  كل هذا والاعلام العربي يسوّق لنا – عدو -  اسمه ( العدو الايراني ) ليسخر من عقول هذه الامة المغلوب على امرها وليسوق الشباب العربي الى معارك جانبية الغرض منها ابعادهم عن مواجهة عدوهم الحقيقي المغتصب لارضهم والمدنس لمقدساتهم ... اننا نعيش اياما تأريخية مع هذا الغليات الذي تمر به منطقتنا العربية ولابد ان نساهم جميعا في تحديد مسار هذه الاحداث لنسقط واجابا اخلاقيا ان لم يكن دينيا ، انسانيا ان لم يكن قوميا ولنعيد هذه الامة الى مسارها لتواجه عدوها الحقيقي المغتصب للارض والمقدسات ... ولو كانت لنا خلافات مع ايران او مع غيرها فأنها بكل الاحوال لا ترتقي الى مستوى مصيرية الصراع مع اسرائيل .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك