الشيخ خيرالدين الهادي||
لا يخفى الازدواجية التي يعيشها الكثير ممن نعتقد بشراكتهم في بناء الوطن الجديد, وقد ظهر ذلك على فلتات ألسنتهم مراراً وتكراراً, ومع كل ذلك كنا نحاول التغاضي بعدم الاستماع ومحاولة تبرير المواقف من أجل اللحمة الوطنية ودرء الفتنة والعمل على تسوية الأمر بما يتناسب المرحلة وتحدياتها الكثيرة.
واليوم بات واضحاً بأن أكثر الشركاء إنما يقبلوننا حينما نكون على وفق رؤيتهم وليس من مبدأ قبول الاخر على ما هو عليه, فليس لهم ان يعيشوا الواقع وحتى على أعلى المستويات, والمراقب المحايد حينما يحاول ان يغادر الحكم الارتجالي على الأخر ينطلق من الواقع الذي يظهر من سقطات اللسان الذي لم يستطع الحاقد اخفاءه بمعسول اللسان.
فبالأمس القريب كانت القنوات والشخصيات التي لا تخفى هويتها الطائفية الضيقة عند الجميع تدعم وتؤيد السيد الكاظمي وتبارك كل ما يصدر منه وخاصة ما يتعلق بقطع الرواتب ومهاجمة قوات الحشد ومحاولة التنافر عن محور المقاومة والتقرب من محور امريكا وأذيالها, وكانوا يتحدثون عن وطنيته الكبيرة وخاصة حينما أعلن السيد الكاظمي بأن أولى زياراته الخارجية ستكون إلى العربية السعودية, فبادرت القنوات والشخصيات المريضة بإظهار الصورة الحسنة ومحاولة دعمه بكل الوسائل المتاحة لتعزيز العمق العربي بين العراق والسعودية التي كانت ولا تزال منبع الارهاب والمفخخات؛ وفجأة حينما تأجلت الوجهة إلى السعودية اختلفت الموازين وتغيرت الخطابات وأصبح السيد الكاظمي متهما؛ بل غير وطني خاصة حينما توجه إلى الجمهورية الاسلامية الايرانية وتحدث عن الدور الكبير للجمهورية الاسلامية في مواجهة داعش جنباً إلى جنب مع أبناء العراق الغيارى الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل العراق.
زيارة السيد الكاظمي إلى الجمهورية الاسلامية الايرانية أبعدته عن الوطنية في نظر الكثير من سياسي الصدفة والمكر والخداع, وهذا ما أظهره وبشكل معلن السيد محمد الكربولي مدير قناة دجلة في لقاءه عن زيارة السيد الكاظمي إلى الجمهورية الاسلامية, وزاد على ذلك الكربولي بقوله إننا تندمنا على منحه الثقة, واشارته إلى انهم سيعملون على استرجاع ثقتهم بعد ان منحوها له.
هذا الخطاب الكربولي لم يكن جديداً عند العقلاء, فهم مع المسؤول حينما يكون المسؤول عبداً لأمريكا والسعودية والمؤامرات التي تحاك ضد العراق شعباً ووطناً, وإن مقياس الوطنية عند البعض يقاس بمدى علاقتك مع بأعداء محور المقاومة, ولهذا فان السيد الكربولي متندم على منحه الثقة إلى السيد الكاظمي وسيعمل على استرجاعها, وهذا يستلزم العمل على كشف المخططات التي يعمل عليها كل هؤلاء باعتبارهم أدوات للتفريق وتمزيق وحدة الصف, ومحاولة تضعيف الدولة.
نعم أيها السيد الكاظمي فقد كنت وطنياً حينما كنت تناغم رغبات الكربولي وقائمته وتعمل على مقاطعة الجمهورية الاسلامية وتتوجه إلى العمق العربي الذي لم يتوانى عن تدمير العراق لحظة واحدة, فمنذ التغيير تعمل على التخطيط والتنفيذ وبمختلف الوسائل من أجل تدمير العراق وسحق العراقيين.
نعم أيها السيد الكاظمي عليك أن تعرف أن الدعم الذي حصلت عليه لم يكن مجاناً, ولم يكن من أجل الوطن, ولم يكن لاعتقاد القوم بوطنيتك؛ بل كانت من أجل أن تكون أنت كما يرغبون وإلا فأنت لست وطنياً بحسب معايير الوطنية عندهم, ولن تكون طالما لست معهم, فالوطنية معيارٌ قابلٌ للتغيير بحسب متطلبات المرحلة وأهداف القوم المفضوحة.
https://telegram.me/buratha