المقالات

رسالة الى قربان الاسلام في  العراق المظلوم الشهيد محمد باقر الصدر ( قدس)


  جمعة العطواني ||   سيدي العظيم ، لم اشعر بمظلوميةِ عالمٍ او مرجعٍ في العراق  بعد مظلومية اهل البيت بقدر مظلوميتك، حيّا كنت او بعد ان أصبحت شهيدا، مضمخا بدم الشهادةِ والكبرياء، وبعد العروج الى( روح وريحان ). سيدي ؛ انت الذي تعلمتَ من اجدادك ( ما رأيت شيئا الا ورايت الله قبله وبعده ومعه وفيه ). انت الكبيرُ الذي لم يدانيك في جهادك وعلومك وموسوعيتك الفكرية ونبوغ عقلك احد. انت الذي ذبت في امام الامة وعظيمها الذي حقق حلم الانبياء ، روح الله الامام الخميني ( قدس)، كما ذاب هو في الاسلام، لانك رأيت الامام الخميني بعين الاولياء وبصيرتهم، فوجدته مجددَ الدينِ، وموسى زمانهِ في عصر الفراعنة والطواغيت، في زمن خفتت الأصوات، وصمتت الالسن الا ما رحم ربي. انت الذي زرعتَ الشجاعةَ وروحَ التضحيةِ في قلوب المؤمنين، فاثمرتْ  رجالا بقلوبٍ كزُبر الحديد ، لبسوا قلوبهم على دروعهم للدفاع عن الحق واهله، والدين وأحكامه، والإسلام الذي كنت تريده يقود الحياة،  فكانت ارضُ العراق حمراء بحمرة دماء اهل ألطف عليهم السلام . فتحركت فطرةُ الحريةِ ورفضُ العبوديةِ في وجدان الامة، في الوقت الذي كان طواغيتُ البعثِ يريدون منا ( ان نكون عبيدا ونحسن العبودية ). خرجتَ من دهاليز النجف وأزقتها الضيقة، ومن بين قبور الموتى التي اتخذتها بيتا ، لتنفض غبار السنين ، وذل الدهور ، فانت كذلك موسى زمانك في العراق، في قبال فرعون البعث.  فقلت( لو كان إصبعي بعثيا لقطعته)، وكانت صرختك صرختَ عمتك زينب( عليها السلام ) بوجه طاغية زمانها ( فكد كيدك وناصب جهدك فوا الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ). فعلمتنا معنى الحرية في رفض الظلمِ ، وعلمتنا معنى العبودية لله وحده عندما لا يكون في القلب خوف ولا وجود لغيره تعالى. وتعلمنا منك معنى قول أميرِ المؤمنين ( لاتكن عبد غيرك وقد خلقك الله حرا). فتكالبتْ عليك فراعنةُ العراق، وذيولُ الاستكبارِ، وتحاوشوك لقتلك، كما تحاوش مشركوا قريش رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) لقتله، لكن سهمهم الذي اخطا جدك رسول الله واصاب جدك الحسين عليه السلام اصابك ايضا. لكنك بقيتَ حيّا شامخا ، تُدَّرسُ علومُك في الحوزات، وتُناقَشُ سيرتك في الجامعات ، فكانت علومُك ونظرياتُك طريةً كطراوة جسدك الطاهر. واليوم استكثر عليك اعداءُ الدين ومرتزقة السياسة، و( شحت ) نفوس الحاقدين والحاسدين، فحاولوا النيل منك ، وقالوا عنك ما قالوا بالامس عن قائد الامة ونائب الامام المهدي (عج) الامام الخامنئي ؛بانه يملك مليارات من الدولارات في البنوك الإيرانية، وانت كذلك اخذ يتهمك أعداؤك من نفايات البعث وأبناء الشوارع، من ضباط امن الطاغية صدام والأبواق  الماجورة،  بأنك تملك خمسين مليون دولار في ( قاصة) وزنها اثقل من وزن بيتك الذي تسكن فيه، والذي كان( آيلا) للسقوط، كونه كان مقبرة قديمة حولتها لسكن عائلتك الكريمة . ان القوم َ ابناءُ القوم، ومن حقهم ان يتوارثوا الحقد والكراهية من اباء ( اولاد الحرام ) الى اولاد( ابناء رفيقات)، لان قائدهم (الضرورة) أخرجوه متعفنا، نتنا، جبانا من حفرة تعفُّ ان تسكنها الكلاب السائبة، وانت خرجتَ من ضريحك بعد عقود من شهادتك ، بدنا طريا ، طاهرا ، بطهر تاريخك وجهادك ، وسلالة آبائك . هذه النفايات من حاويات البعث، ومرتزقة صدام يصدق عليهم قول الشاعر : أسفوا على ان لايكونوا شاركو في قتلك.. فتتبعوك رميما  لكن ياسيدي : الغصة كل الغصة ممن ورث دماءك ، وتباهى  باسمك وثُنيت له وسادة العراق ، من (بعض) الاحزاب الشيعية، وبعض القيادات السياسيةِ، تسمع وترى، وتطوي عن ذلك كشحا ، لانهم تفرقوا الى زعامات، ولكلِّ زعيم جمهور يدافع عنه، وجيوش الكترونية تقف معه لو تعرض الى خدش او انتقاد، وصدر العراق وشهيده الاكبر كحمزة بن عبد المطلب لا بواكي له،  ولا جيوش تدافع عنه من كلاب البعثيين في عمان . في الوقت الذي كنت استاذ الفقهاء ، وابو الشهداءِ ، ومرجعيتك هي المرجعية الحركية التي خرَّجتْ فقهاء ومراجع، بعضهم شهداء على طريقك ، وبعضهم علماء على نهجك ، لكنك اليوم المظلوم في الامة التي أحييتها بعد سُبات . لكن ما يخفف الالم،  ويطمئن القلوب ان الله تعالى يقول ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ  ). ولك بجدك أميرِ المؤمنين هذه الايام اسوةٌ حسنة، بعد ان رفعت القناةُ الفضائية الحكومية الرسمية اذان الصلاة  من على شاشتها بغضا ب( اشهد ان عليا ولي الله).
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك