كان الاعتقاد السائد بأن الحل السحري لمشكلة العراق تتمثل بتنصيب رئيس وزراء جديد انتقالي ومنحه صلاحيات كبيرة ، على ان تكون اولوية الحكومة (تهيئة الظروف لاجراء انتخابات مبكرة) ، وهو عنوان صغير لكنه ينطوي على مشاكل صعبة ، فاجراء الانتخابات يحتاج الى مقدمات هي :
١- انجاز قانون الانتخابات الجديد ، وهذا القانون لم ينجز لغاية الآن وفيه كثير من التعقيد .
٢- تشكيل مفوضية جديدة وعملية تشكيلها هي الأخرى ليست سهلة ولم يتحقق فيها تقدم .
٣- تطبيق عملية الترشيح الفردي ، والغاء طريقة القوائم الحزبية.
٤- معالجة آليات التزوير واستخدام المال السياسي والضغط العشائري والمناطقي.
٥- تهيئة الاجراءات الأمنية التي تحمي الانتخابات من التدخلات المسلحة.
٦- حماية الانتخابات من التدخل الدولي والاقليمي الذي حدث دائما في السابق.
٧- ضمان عملية العد والفرز وضمان النزاهة في اجراءها وحفظ الاجهزة الالكترونية من اي هجمات او تلاعب.
وهذا يعني ان اجراء الانتخابات المبكرة يحتاج الى تحضيرات هائلة في البنية الادارية والأمنية والسياسية وحتى الثقافية ، فهل ان الترشيح الفردي الذي وجد اساسا للسماح للكفاءات المستقلة بالصعود الى السلطة التشريعية امر ممكن ؟
كيف سيجد اصحاب الكفاءات فرصة للترشيح ؟ وهل هم قادرون على اختراق المحيط الاجتماعي الذي اعتاد على التحشيد الحزبي ؟ هذه الاسئلة تثار حول مهمة الحكومة الحالية ، ويبدو ان انشغال الحكومة بالمشاكل الدائمية للعراق لم يترك لها فرصة لمتابعة ملف الانتخابات المبكرة .
لذا فكل وسائل الاعلام والمراقبون انزلقوا مرة أخرى الى مناقشة المحاور القديمة مثل الكهرباء ، الأمن ، البطالة ، الفقر ، الفساد ، وهذه هي محاور الدائرة المغلقة والدوامة التي لا تنتهي ، فهذه المحاور تحكم الاعلام منذ ١٧ سنة وقد اضيف اليها ملف المتظاهرين .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha