[ و اوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها ] السياسة ظلمت من قبل من مارسها ، حتى عرفها البعض عرفا المتجردة عن الاخلاق ، وهذا قمة الظلم ، وجاء ذلك نتيجة السعي الحثيث ممن مارسها لتحقيق مآربهم بشتى الوسائل وكان في ذلك دستورهم و مرجعهم كتاب ( الامير ) لصاحبه ( ميكافللي ) ، صاحب قاعدة ( الغاية تبرر الوسيلة) ، وطبعا نحن نتحدث عن عموما من مارس السياسة سواء كانت سياسة افراد او دول وسواء كان ذلك السياسي كافر او مسلم ، او من سار على نهج سياسة الكافرين عمليا ، وادعى خلاف ذلك نظريا حتى كان الهدف الكثيرين ابعاد السياسة عن خلق الدين و الدستور الالهي العظيم القران الكريم وقالوا بفصل الدين عن السياسة ، وان كان ذلك من الاهداف القديمة التي كانت غايتها ابعاد اعضاء منظمة الأسوة المتمثلة بمحمد وال محمد ( صلوات الله عليهم ) ، عن تسلم قيادة الامة . اضف ان بعضهم كان نهجه في ممارسة السياسة منهج سياسة الشيطنة فجعلها للمكر والخديعة ، كما فعل بنو امية في عهدهم وولايتهم ، والذي بين هذا النوع من سياسة و كشفه الامام علي ( ع ) بأقواله :( وما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر و يفجر ، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس ) . من هنا نلاحظ ان من مارس السياسة جعل علاقتها مع الاخلاق علاقة عكسية تماما ، هذه العلاقة العكسية كان انعكاسها سلبي جدا على المجتمعات والدول ، بل ابعاد السياسي عن خلق الاسلام كان سببا بزيادة الفساد و تردي الاداء الحكومات ، والا واقعا لا يوجد شيء بعيد عن الدين بما في ذلك السياسة . محل الشاهد : اننا ندعوا الى سياسة صاحب الخلق والدين، الى سياسة الاسلامية التي تكون علاقة السياسة مع الاخلاق علاقة طردية ، ومن مصاديق تلك السياسة التمسك بالمبادئ الخلقية والتي منها الالتزام بالعهود والمواثيق ، ليس كما كانت السياسة الأموية التي جعل كل عهودها مع الامام الحسن تحت الاقدام كما عبر معاوية ( ألا كل شرط شرطته تحت قدمي ) ، وهذا بطبيعة الحال خلاف خلق الاسلام [ و الموفون بعهدهم اذا عاهدوا و الصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك هم المتقون ] . اذن ساسة الاسلام ، ومن يمارس السياسة هي العدالة و حفظ الحقوق وسيادة القانون على الجميع دون استثناء . اما سياسة الغرب ومن ساره على نهجهم ، انما سياستهم سياسة الذئب الذي ينظر لشعبه الفريسة التي يحتال عليها حتى اذا وقع بين مخالبه أجهز عليه بلا رحمه ولذلك دعا مكافيللي الحاكم الى الجمع بين بطش الاسد ومكر الثعلب ، اي بين القوة و الحيلة ، لأنهما متكاملان ، واما سياسة الاسلام والدين فنلاحظ بسيرة منظمة الاسوة الحسنة فلاحظ ما اوصى الامام علي ( ع ) ، به الاشتر : ( وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ، ولاتكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم فإنهم صنفان : اما آخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل و يؤتى على أيديهم في العمد والخطأ ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى ان يعطيك الله من عفوه وصفحه ) اذن نحن ندعوا الى ربط السياسة بالدين والاخلاق والرجوع الى ذات الانسان الحقيقية والابتعاد عن سياسة الشيطنة والمكر اللهم احفظ العراق وشعبة من شياطين الانس والجن
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha