المقالات

السيدة طوعة ودورها في نصرة الحق


 

 السيد محمد الطالقاني||   ان  المرأة المسلمة على مدى الزمان  ادت دورا رائعا ومهما في المجتمع الاسلامي, وذلك  بفضل إيمانها وولائها لخط الاسلام الصحيح الذي صاغ  منها وجودا طاهراً وفاعلا.  وقد تألقت المراة المسلمة في آفاق الإنسانية لتخلد بخلود المواقف، وأصبحت المثل النسوي الذي جسد المبادئ الإسلامية, إلا أن التاريخ لم يعكس على صفحاته ذلك الدور وبحجم واقعه الحقيقي على الأرض، ولم تلق من قبل الباحثين والكتاب اهتماما يعكس ذلك الدور البطولي الذي قدمته المراة المسلمة. ومن النساء اللواتي خلدهن التاريخ السيدة طوعة , تلك المراة التي بفضل  ولائها لاهل البيت عليهم السلام, قامت بما لم يقم به الرجال في ذلك الوقت العصيب، حيث قامت بواجبها في نصرة الحق وأثبتت لكل الاجيال أن المواقف العظيمة والخالدة ليست حكراً على الرجال. واستحقت السيدة طوعة  في موقفها بحماية سفير الاسلام مسلم بن عقيل عليه السلام أن يخلّدها التاريخ وتصبح  جزءاً من ملحمة الطف الخالدة فلا تجد كتاباً يتحدث عن ثورة الامام الحسين عليه السلام  إلا ويذكرها, واقترن اسمها مع اسم بطل الكوفة مسلم بن عقيل عليه السلام. كانت السيدة طوعة جارية للأشعث بن قيس، ثم أعتقها فتزوجها أسيد بن مالك, والاثنان  من خصوم اهل البيت عليهم السلام , لكن عداء هذين الزوجين لأهل البيت عليهم السلام  لم يؤثر على ولاء هذه المرأة المؤمنة بل جعلها تتحمل المسؤولية بالرغم من انها امراة في مجتمع كان يغص بالرجال . لقد ادت هذه المراة دورها في حماية سفير الامام الحسين عليه السلام وتعرضت بعد ذلك الى الاعتقال وهدم دارها، ولما اوقفوها  أمام ابن زياد وهي مكبلة الحديد  قال لها: ما الذي دعاك إلى إيواء مسلم بن عقيل؟  فقالت: كيف لا آوي ابن عم رسول الله، وسفير سيدي الإمام الحسين عليه السلام.  فقال لها ابن زياد: هؤلاء خوارج .  فقالت له بجرأة نابعة من عمق إيمانها وولائها: إن هؤلاء أئمة الدين، وإن الخارجي هو أنت وأبوك. وبهذا الموقف سجل التاريخ لهذه المراة موقفين, الموقف الاول هو حماية سفير الامام, والموقف الثاني هو كلمة الحق في وجه امام جائر, لذا استحقت السيدة طوعة أن يخلّدها التأريخ وتكون مثالا للمراة المسلمة الواعية ونبراسا لكل النساء وفي كل العصور. وهنا نوجه رسالة للمراة العراقية وهي تواجه الغزو الثقافي الاستكباري, الذي يحاول ان يجعل من المراة مجرد لوحة للاعلانات والدعايات والمتعة , يجب عليها ان تعي دورها الحقيقي ولاتخشى في الله لومة لائم, وان تكون بمستوى القوة بحيث تنتصر على كل الافكار المنحرفة وتثبت للرجال انها قادرة على ان تكون طوعة زمانها.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك