الشيخ خيرالدين الهادي الشبكي ||
في ظل تموز المحرقة وساعاتها الطويلة بات المواطن أسيراً لا يهتدي بين سندان الكهرباء ومطرقة كورونا, فاليوم أكثر من أي وقت آخر نتعرض وبصورة جماعية إلى الاستفزاز النفسي والمجتمعي في ظل التراجع الحكومي الذي ارتضى ان يجلس على التلِّ ويدَّعي التألم والتأثر بما يلاقيه الشعب من الويلات والنكبات خاصة بعد تفاقم الأزمة الصحية والتراجع الملحوظ في أداء خلية الأزمة وفي ادارتها وتخبطها لمحنة جائحة كورونا التي تقف خلف الأبواب مهداً فلا تمهل المواطن الهارب من سطوة الكهرباء الوخيمة.
سيدي وزير الكهرباء قطعاً لست انت الفاشل الوحيد في هذا البلد, فالفشل أصبح عنواناً عاماً يلازم الكثير من المسؤولين ولا ينفك عنهم؛ ولكن كما تعلم فقد دارت على الشعب الدوائر, وزادت عليها محنة الكهرباء محنة ملحة, فالناس بين خيارين أحدهما أشد من الآخر, فإما أن يتحمل الجلوس في البيت مع الكهرباء المتعثر والذي أهلك الانسان والأجهزة الكهربائية كثيراً لقلته أو لضعفه, وأما أن نخرج لمواجهة كورونا في الشوارع لأن البيت لا يطاق من دون الكهرباء وفي الحالتين فأنت تتحمل المسؤولية الكبيرة لفشلكم في إدارتكم للوزارة.
سيادة المعالي هل لكم ان تواجهوا الناس عن حقيقة مشكلة الكهرباء, هل لكم أن تجهروا للناس ان أزمة الكهرباء هي نتيجة إرادة دولية؛ بل قراراً سياسياً اتفق عليه الساسة مع الغرب من أجل الاستمرار في تعطيل الماكنة الصناعية العراقية, لأن اعادة الصناعة العراقية بمعنى عدم الحاجة إلى الاستيراد, وعدم الاستيراد بمعنى الانتهاء من ابرام العقود والصفقات التي تعتاش عليها أكثر الاحزاب الفاسدة والتي جعلت لأنفسها ممثلين في مختلف القطاعات والوزارات للإشراف على تقسيم الحصص والامتيازات وعلى حساب الشعب المظلوم.
سيدي معالي الوزير هل لكم أن تقولوا للناس أن الاستقرار في الكهرباء سيخدم الاستقرار الاجتماعي والاستقرار الاجتماعي سيخدم الاستقرار السياسي وهذا ما لا يرضاه المتحكمون في السياسية العراقية والذين يجدون في الاستقرار السياسي تهديداً لوجودهم في منصة القرار والتحكم, ومن جانب آخر فالوزارة تشرف على السرقة المبرمجة في العمل على ضياع الكهرباء قبل وصوله إلى المواطن, حيث كشفت بعض التقارير عن المسؤولين أن نسبة 58% من الكهرباء تذهب بالضياعات ولا تصل إلى يدي المستفيد بسبب تهالك الشبكة وهذا الأمر مقصود لن هناك من ينتفع منها.
سيادة المعالي هل أن الدولة عاجزة عن وقف التجاوزات التي بلغت 800 ألف تجاوز على شبكة الكهرباء بحسب بعض المصادر الشبه الرسمية, أم ان قوة القانون لا تفرض إلا على الفقراء من أبناء هذا الشعب, وتعملون على وصفهم ما يناسب مرحلتكم, فبالأمس كان المتظاهرون اصحاب الحق حتى اجبروا الحكومة على الاستقالة والغاء العقود الكبيرة التي كانت ضمان التقدم والازدهار, واليوم بحسب تقرير ممثلة الامم المتحدة في العراق أصبح المتظاهرون مخربون وعصابات ومحسوبين على الجهات التي لا تريد الاستقرار للأوضاع.
سيادة المعالي ستذهبون كما ذهب من كان قبلكم وسوف يخلدكم التاريخ بما ارتكبتم من الحماقات التي انتشرت نتانتها حتى بلغت حداً الاعياء بالنسبة لقوة الشعب وارادته, وسوف ننتظر اللقاء في المحكمة التي لا تستطيعون دفعها ولا تأخيرها وسيكون خصمكم اليتيم والفقير والقاضي هو الله والمحكمة عرصة القيامة والساعة ساعة الندامة ولات حين مناص.
https://telegram.me/buratha