محمود الهاشمي ||
علينا ان نثق اولا ان ليس هنالك من دولة في العالم صغر حجمها او كبر ترغب ان تكون (محتلة) او ان تتواجد قوات اجنبية على ارضها ،وهذا الامر يوعزه علماء النفس الى جانب غريزي في حفاظ المخلوقات جميعا على استقلالية العيش المستقل . وهذا ماتؤكده الوقائع حيث ان جميع دول العالم تحتفل (بيوم الجلاء ) او (يوم الاستقلال) كونها تخلصت من (المستعمرين) بكل عناوينهم واسمائهم ،وربما تفخر بريطانيا انها الدولة الوحيدة بالعالم التي لم تستعمر !!
الولايات المتحدة ورثت المستعمرات العثمانية والبريطانية وغيرها ،ولديها مايفوق ال(650) قاعدة خارج حدودها ،لكن ليس هنالك من موضع فيه قاعدة الاّ واهلها منزعجون ويكفي ان جزيرة بوكاهاما اليابانية لاتغادر ساحتها التظاهرات في المطالبة بجلاء القوات الاميركية !!
لو احصينا عدد الضحايا جراء الاستعمار والتخلص منه ،لوجدناها انهارا ،لكن الشعوب ترى في (الاستقلال) نشوة وحرية تتعدى التضحيات ،وكما يقول شوقي (وللحرية الحمراء بابٌ،،بكل يدٍ مصرجةٍ يُدقُّ)
فيما تفخر الشعوب ان ابطال التحرير يزينون الساحات العامة والشوارع والمتاحف في تماثيلهم ونصبهم وصورهم لانهم عناوين الحرية !!
هذه المقدمة سقناها ،ايمانا منا ان الشعب العراقي لايطبق ان يرى جنديا اجنبيا واحدا على ارضه ،مهما كانت الاسباب والدواعي ،ولذا
فان احتفاءنا بثورة العشرين وابطالها يتمدد الى يومنا هذا ،ونحن نرى ابطال المقاومة يدكون معاقل الاحتلال الذين تجاوزوا على مالنا وحضارتنا وانساننا وتربتنا ،وليس لنا من سبيل سوى ان نقظ مضاجعهم ونذيقهم المرارة الى المرارة .
لسنا معنيين بالنواب الذين خرجوا من قبة البرلمان ولم يصوتوا لقرار اخراج القوات الاجنبية ،ففي كل عصر هناك ثوار ومتخاذلون ولكل قدره وقيمته ،فمثلما اعترض البعض على ثورة العشرين ولاموا الثوار على ثورتهم هناك من يلوم ويتخاذل اليوم ،لكن القرار الشعب .
سألني مقدم برنامج قبل شهر ؛-ماذا لو ان المفاوض العراقي تخاذل وساوم لبقاء القوات الاميركية في العراق ؟اجبته (اي ورقة تفاوض لم تتضمن اخراج القوات الاميركية سنمزقها)!!
بشكل عام جميع العراقيين شاركوا في معارك التحرير ضد الاحتلال ،من شرق العراق الى غربه ،وقرار خروج القوات الاجنبية يكتبه الشعب وثقتنا بشعبنا كبيرة .
https://telegram.me/buratha