محمد هاشم الحچامي||
كثيرة هي الأحداث التي تقع في محافظات العراق حتى تصل في تشابهها حد التطابق ؛ وكأنَّ الفاعل واحد رغم تعددهم واختلاف مساكنهم ، فنجد في كربلاءزوجة تقتل زوجها ، وأخرى في الانبار ومعتوه يغتصب طفلة في الناصرية وآخر في الموصل وحرق امرأة لنفسها في النجف واخرى في الرمادي ، وهكذا تتعدد الأحداث في مدن العراق وتتشابه في شكلها ونوعية الحدث.
ولكن الغريب في الأمر هو اختلاف تعاطي الإعلام معها فنراه عبر قنوات معروفة يسلط الضوء على حدث النجف ويهمل حدث الرمادي ويتعاطى مع الناصرية ويتجاهل الموصل ، ويعظم من شأن وقائع كربلاء ويتناسى تكريت وكأنه يريد اظهار أهل الجنوب بمظهر التخلف والجريمة والانحلال .
وان تعاطى الآخرون مع أحداث المناطق الغربية المتشابهة حد التطابق ؛ اتهموا بالطائفية وإن سألته اليس الحديث عن الجنوب طائفية أجاب أنه أراد الإصلاح ، والأغرب في الأمر تعاطي كثير من أهل الجنوب مع هذا بعمى غريب وكأن القوم استلبت عقولهم ، وكأنهم قطيع تحركه قنوات ومواقع يأخدون ما يصدر منها مسّلمات لا تناقش .
خلقوا منا اعداءا لأنفسنا نخرب قيمنا بأيدينا بخبر مفبرك أو واقعة عادية تحصل في كل بقاع الأرض ؛ ومكان معالجتها مراكز التأهيل ، ومؤسسات الإصلاح
لا التشهير بأمة جميعها حتى فقدت الثقة بالنفس وصارت تجلد نفسها ، وتعدد مثالبها التي بعضها نزوات يشاركها بها جميع سكان المعمورة.
يرانا الخصم أقل منه شأنا ومكانةً فنحن في نظره مواطنون من الدرجة الثانية !! ؛ نصلح للجندية وأعمال الخدمة الحقيرة ؛ فلا يحق لنا حكمَ أنفسنا أو المشاركة في تقرير مصير العراق فأسمُنا شروكية ونحن معدان واصولنا غجرية !! ؛ كما كتب صدام في جرائده بعد الانتفاضة الشعبانية ؛
فرجالنا خدم ونسائنا للذل ؛ وغيرنا للحكم والتسلط والقهر لأنهم اعرف بمصالحنا منا ونحن بهذا المنطق يُسيرُنا الإعلام كألقطيع ونردد ( الشيعة ليسوا أهلا للحكم ) !! ؛ فالغاية من كل هذا التشويه هو أخراجنا خارج معادلة السلطة في العراق لنعود أمة خائفة تترقب ، وتمنع من أبسط حقوقها وتحجب عن العالم في سجن كبير .
إنه زمن التلاعب بالعقول والمشاعر وخلق اوباش يجلدون ذاتهم ويعلون من شأن خصومهم .....
https://telegram.me/buratha