🖋 قاسم سلمان العبودي
الأنفجار الكبير الذي حدث في بيروت يوم أمس خلف ورائه أسئلة ربما تفوق الى حد كبير ما خلفه من دمار طال الأنفس قبل البنيان . الكل يسأل عن سبب الأنفجار الذي روع سكان العاصمة ، والذي وصل مداه حتى حدود مدينة نيقوسيا القبرصية .
ظاهر الأمر أنفجار نتيجة الأهمال في مرفأ بيروت الذي تتواجد فيه كثير من السفن الراسية . لكن بنظرة بسيطة للأحداث الأمنية الأخيرة التي تشابكت خيوطها بين جنود حزب الله ، وبين عصابات بني صهيون ، نجد أكثر من دلالة على أن الحادث لم يكن عفوياً ، وربما يحمل جنبة تخريبية من قبل الجيش الصهيوني .
الكل يعلم أن الموساد الصهيوني دأب وبشكل دائم على أستطلاع النقاط البعيدة ، وقد نجح في كثير من المرات في سبر أغوار تلك النقاط البعيده بشيطنه مخابراتية حذقه . لذلك لا نستبعد نظرية المؤامرة في تفجير بيروت الدامي .
المواد المنفجرة ، يبدو أنها شديدة الأنفجار لدرجة أنها صهرت الحديد قبل البشر . فهل يعقل أن تترك هكذا مواد بلا أدنى شرط من شروط السلامة التي من المفروض أنها قد وضعت من أمد بعيد بحسب أدعاء محافظ ببروت ورئيس شرطتها . الدلائل مجتمعة تشير بوضوح لا لبس فيه أن الموساد يقف خلف هذا التفجير الهائل .
لقد حاول الصهاينة قبل أسبوع سحب حزب الله لمواجهة مفتوحه ، بأدعائهم أن خلية من مقاتلي الحزب قد عبرت الشريط الحدودي بين لبنان وفلسطين المحتلة ، وهذا ما كذبه بيان الحزب في نفس اليوم . عندما أغلق حزب الله الطريق أمام تلك المواجهة ، عاد الصهاينة للتفجير في بيروت التي تعاني من المشاكل الجمة ، حتى لا تعطي للحزب الذريعة بالرد على مقتل أحد قادتها في سوريا قبل أكثر من أسبوع . الصهاينة لايريدون الحزب هو من يبتدأ القتال ، بل هم . لذلك أن أي تحرك عسكري للحزب سيجابه برفض شعبي كون لبنان محترقة والوقت ليس مناسباً للرد ، وكأن الحزب وقادته غير عابئين بما جرى في بيروت . لذلك أخذ الصهاينة وقتاً مضافاً بضمان عدم الرد العسكري من قبل عناصر حزب الله في هذه الفترة وهو ما تطمح اليه ( أسرائيل ) .
لذلك نعتقد من المرجح أن تكون ( أسرائيل ) وراء هذا الحادث الجلل الذي تسبب بحرق نصف بيروت أن لم يكن أكثر . بطبيعة الحال نحن لا نريد أن نستبق الأحداث ، فهناك حتماً تحقيقات تجرى على أرض الواقع ، ولكن المعروف عن الصهاينة وأذرعها بأنهم على دراية تامة بالمواد التي خزنت قبل سنوات في المرفأ اللبناني الذي أحيل الى كومة رماد بسبب الأنفجار .
فضلاً عن ذلك ، كثرة النفي من الجانب الصهيوني المتكرر بعد الحادث ، والغير مسبوق في السياقات الصهيونية جعل المراقبين يضعون أكثر من علامة أستفهام حول الألحاح الغريب بالنفي في وسائل الأعلام الصهيونية ، التي كررت نفي أكثر من جهاز أمني ، وأكثر من مسؤول صهيوني . لكن يبقى الكلام الفصل للحكومة اللبنانية التي تجري تحقيق شامل في تداعيات الحادث الذي شغل الرأي العامالعالمي على أمتداد المعمورة .