هناك راي يطرح في مواقع التواصل الاجتماعي مفاده ( يكون البلد بخير عندما تبتعد العمامة عن السلطة و التدخل السياسي ) ، وكنت اراقب النقاش الذي يدور بين الاخوة من الطرفين المؤيد و الرافض ، وطبيعة النقاش كان متعلقا بالأفراد المنتمين لتلك المؤسسة الحوزة الشريفة ، وعند ذلك سجلت لهم مداخلتي التالية : السلام عليكم احبتي .. لاحظت نقاشكم و آرائكم التي أحاطتها هالة التنازع والاختلاف والتشنج وهذا غير مقبول ويخدم العدو ، الذي يريد تفرقة ابناء البلد . ان قولك بعدم تدخل العمامة بالسلطة وما تطرحه مقبول من جهة و مردود من جهة اخرى ويتبين ذلك من خلال النقاط التالية : النقطة الاولى : سيرة التأريخ عندما نراجع التأريخ نلاحظ في الاصل لا يوجد مانع من وجود رجل الدين و السياسة ، وكذلك النصوص الالهية سواء القرآنية منها والسنة المطهرة ، بل واقعا فيما سبق كان المسجد هو قاعدة الانطلاق لكل شيء من السياسة والمعاهدات والقرارات واحكام الدين والحروب وكل شيء ولك التأريخ وابحث به . وعندما فرق الدين عن السياسة لاهداف خاصة جدا ، وخصوصا في زمن الأمويين وكانت الغاية من ذلك هو اقصاء ( الائمة من اهل البيت عليهم السلام ) ، من ادارة البلاد والعباد ، واستمر هذا الراي سائد عند حكم الطغاة يتداول به من جيل الى جيل ، حتى اصبح كأنه حقيقة مسلمة يجب الاخذ والتقيد بها . النقطة الثانية : التخصص تناولت التخصص والتخصص مطلوب ، وهو مطلب العقلاء وبنفس الوقت هو مطلب قرآني أثبتناه في محل اخر ليس محل التطرق له الان ، وهو لا يختلف عليه اثنين ، وبه تزدهر الامم ، ولكن اليوم رجل الدين تطورت قدراته واصبح متعددت التخصصات والمعلمات ، حتى انه اصبح اليوم في الحوزات والجامعات الدينية يدرس اضافة الى المواد المطلوبة له كرجل دين علوم اخرى جعلت من رجل الدين مطلع و منفتح على كافة العلوم الاخرى . اضف ان ( الفقه السياسي ) ، يحتاج الى تخصص بطرحه والتعامل به بحكمة وان الإخفاق الحاصل اليوم ، بسبب عدم تفقه السياسين بذلك مما سبب كل المفاسد الحاصلة في الماضي والحاضر وحتى في المستقبل مع الأسف الشديد . النقطة الثالثة : تعدد التخصصات إكمال لما قلناه في النقطة الثانية ، اليوم اصبحت تعدد الشهادات والاختصاصات شيء وارد ومطلوب، فأننا نلاحظ مثلا رجل دين وبنفس الوقت يحمل عدة شهادات والتخصصات ، فهو المهندس او القانوني او السياسي ، بمعنى له مؤهلات تؤهل للعمل في مجالات متعددة . النتيجة : ليس هناك مانع من دخول رجل الدين في العمل السياسي او اي معترك اخر ، وهذا مقبول شرعا و عقلا ، و قانونيا باعتبار المؤهلات التي يمتلكها التي تؤهله اسوة بأي شخص اخر يريد يخدم ابناء بلده ووطنه . وبنفس الوقت اتفق معك هناك من (لبس الزي الديني ) ، ليس لغرض الذي اعد له ، وهناك من لبسه دون علم رصين وبذلك يكون فاقد المؤهلات والتخصص حتى فاقد ذات تخصصه ، ومثل هكذا شخصيات يجب ان تستبعد لانها عكست الصورة السلبية على ذلك الكيان الالهي الرصين ، اذن ليست العلة بذات المسمى و الزي وانما من استخدم ذلك الاسم و لباسة ليطيع شيطانة ونفسه الامارة بالسوء . اذن يقبل من يملك المؤهلات و يحمل التخصص الذي يجعله يتعامل بحكمة ودراية بما تنصب له ،ويستبعد من لم يملك المؤهل . للعلم كلامنا في الممارسة العملية لصفة رجل الدين لوظائف اخرى وليس الكلام واقعا في هل الدين فيه سياسة او لا ، والا ذلك بحثه اخرى والكلام فيه يأخذ منحى اخر . نسال الله حفظ الدين واهل الدين وشريعة سيد المرسلين .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha