الشيخ خيرالدين الهادي الشبكي||
تتسارع الاحداث وتتنوع أهدافها وضحاياها, وتتفق من حيث الوحشية والتفنن في قتل النفوس وخراب البلدان, والذي يتأمل في هذه الاحداث ويتعمق في تفسيرها وتحليل أبعادها يجد أن هناك من يبذل الكثير من اجل نجاح هذا المشروع الجهنمي والذين تعيش عليها أكثر الدول الاستعمارية أو ذات الطموح نحو عولمة الاحداث لتتسيِّد هذه الدول عبر تدخلاتها في مصالح العباد والبلاد بعد أن تفرض هيمنتها تحت ذريعة التعاون وتقديم الدعم والمساعدات.
أن حادثة تفجير مرفأ بيروت لم تكن بدعا؛ بل سبقتها حوادث اخرى تفنن فيها مرتكبها بفنون القتل والدمار, ولازال الكثير من الناس يستذكر نكبة اليابان بعد أن تعرضت جهراً إلى القنابل الذرية والتي خلفت الدمار والخراب وقتلت الكثير من الناس وبدم بارد, هذه الحوادث تنبأ بوجود صنف من البشر لا يحملون قلوب الآدميين ولهم القدرة على فعل أي شيء من أجل الوصول إلى غاياتهم الدنيئة, وهذا بحد ذاته انذار شؤمٍ ينبغي على المجتمع الدولي أن كان حراً في اتخاذ قراراته البحث بجدية أكثر عن حلول ناجعة للكف عن مثل هذه الجرائم التي يمكن أن تعرف بأنها جرائم ابادة جماعية.
لست واثقا تماما من ان هذا التفجير الاجرامي محض صدفة أو نتيجة تقصير, ولست موقنا بأنه يقف خلفه أيادي شرِّيرة تطمح في كسر جماح المقاومة بإضعافها أو بتوجيه أصابع الاتهام إليها؛ ولكنني واثق بأن أعداء المقاومة يعيشون لحظات نشوة الانتصار, وهم أكثر من اية جهة اخرى افادت من التفجير, فكما هو معلوم أن مرفأ بيروت يقابل وينافس مرفأ حيفاً اقتصادياً, وإن اضعاف لبنان بمعنى اضعاف سلاح حزب الله وهذا يعني الكثير بالنسبة لمحور الشرِّ, ولا يخفى أن العقوبات الكثيرة التي فرضت على لبنان كانت في الاصل من أجل استمالتها بالضغط عليها لتكون بعيدة عن المقاومة والمقاومين.
ولو أخذنا بنظر الاعتبار المؤشرات التي رافقت الانفجار فهناك الكثير من الاشارات التي يمكن أن تكون سببا في هذه النكبة وأولها تلك البراميل الامريكية التي كانت من مخلفات نترات الامونيوم التي بقيت في محيط لبنان لسنوات حتى بدا لهم تفجيرها لتكون هي الاخرى ورقة ضغط على لبنان وجرِّها إلى احضان اعدائها, وفي قبال ذلك أيضاً لا يستبعد الاستهداف الصاروخي الذي بات الكثير يتوقعه بحسب المؤشرات التي رافقت التفجير.
وأياً كانت الاسباب فسوف تحاول قوى الشرِّ اخفاءها وابعاد أصابع الاتهام إلى الاعداء كما حصل من مواقف القنوات الخليجية التي بادرت بتبرئة اسرائيل قبل أن تبادر اسرائيل نفسها إلى ذلك, وهذا بحد ذاته مؤشر خطير يكشف عن أهداف هذه القنوات ومرجعياتها التي لطالما اصطفت مع الاعداء ضد أبناءها وأوطانها.
وعلى أبناء محور المقاومة التهيؤ والاستعداد لمواجهة المرحلة المقبلة فقد كشَّر العدو عن أنيابه, وبات اهدافه واضحة, وقد يعمد إلى استغلال وضع جائحة كورونا في تدمير الكثير من الدول والبلدات تحت ذرايع مختلفة, ولا نستبعد الاستهداف بالأسلحة البيولوجية أو النووية واعتبار ضحاياها من أثر تمدد الجائحة حتى تعمل على تحقيق غاياتها الدنيئة بهذه الوسائل الخبيثة.
https://telegram.me/buratha